بدوره سبق للمبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة أن أشار إلى أن ليبيا تشهد صراعا وحربا بالوكالة مما يزيد من تأزيم الوضع و يعرقل مسار التسوية السياسية للأزمة الراهنة .
يجمع المراقبون أنّ حرب طرابلس الحالية ما كان لها أن تتواصل كل هذه الفترة لولا الدعم الخارجي للحلفاء المحليين بالسلاح والذخيرة و حتى المقاتلين، ويبدو أن الأطراف الخارجية تمادت في تغذية الحرب والصراع مستغلة تهاون لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي وعدم جدية مجلس الأمن الدولي في تنفيذ قراراته حول ليبيا.
وبخصوص الدور الروسي سبق لتقارير استخباراتية غربية الإشارة إلى انتفاع حفتر بالدعم الروسي، فالقائد العام زار موسكو خمس مرات معلنة و كذلك القائد الأعلى للجيش الليبي رئيس مجلس النواب باعتباره حاملا لتلك الصفة . موسكو نفت بيع أسلحة لليبيا مثلما نفت وجود قاعدة عسكرية لها في شرق ليبيا ، لكن الثابت ان حفتر تحصل على أسلحة نوعية بينها منظومة للدفاع الجوي وصواريخ موجهة بالليزر ومدرعات والسؤال من أين جاءت تلك الأسلحة ومن دفع الثمن ؟
قيل الكثير عن الدعم المصري الإماراتي –الفرنسي لحفتر لكن لا شيء ثابت أو مؤكد لكن المؤكد بان أطرافا أو طرفا خارجيا يدعم حفتر ،ويرى مراقبون بان موسكو لها مبرراتها في دعم حفتر أو أي طرف غيره تراه ضامنا لمصالحها في ليبيا الغد بعد التسوية وروسيا لها عقود بيع أسلحة بالمليارات منذ زمن القذافي و لها مشاريع في البنية التحتية سكك حديدية وغير ذلك .وتخشى ضياع تلك العقود وذهابها لدولة أخرى سيما الولايات المتحدة المنافس رقم واحد لروسيا في سوق السلاح وصراع النفوذ الدولي .
تطورات خطيرة
لعل اشد ما يخشاه المتابعون استمرار وتصاعد الحرب بالوكالة لدرجة حصول صدام عسكري مباشر في سماء ليبيا أو أراضيها بين الأطراف الإقليمية المتصارعة بالوكالة ، مؤشرات هكذا سيناريو ربما يعكسها التحذير المصري الأخير و إبلاغ القاهرة الأمم المتحدة بأنها ستقصف أي طائرة تركية آو غيرها تدخل سماء ليبيا .
سلاح الجو المصري سبق له أن تدخل وقصف أهدافا محددة داخل الأراضي الليبية في ثلاث مناسبات معلومة من ذلك استهداف تمركزات لدواعش بعد ذبحهم لرعايا مصريين أبرياء ،حينها أكد الرئيس المصري انه لن يكون في حاجة لإعلام احد بالتدخل إذا استدعى الواجب فعل ذلك. وأكد السيسي مرارا دعمه للجيش الليبي الذي يقوده حفتر في الحرب على الإرهاب والحال أنّ حكومة الوفاق هي الأخرى تحارب الإرهاب وحاربته في مدينة سرت، وفي أماكن أخرى في مناطق سيطرتها و الجماعات الإرهابية سبق لها أن ضربت في قلب طرابلس و مصراته وصبرا ته مثلما ضربت في شرق البلاد بمعنى أن الإرهاب لا يفرق بين منطقة تحت سيطرة حفتر ومنطقة أخرى تحت نفوذ السراج ... وبالتالي فمن يدعي أو يريد دعم وتخليص ليبيا من الإرهاب عليه دعم طرفي الأزمة في ليبيا أي حفتر والسراج طالما أنهما يحاربان الإرهاب أما الادعاء بان هذا الطرف و حده يحارب الإرهاب و الطرف الأخر يحتضنه فهذا لن يزيد الأزمة إلا تعقيدا وهو الذي يجّر البلاد إلى أن تكون فعلا ساحة حرب بالوكالة لا احد يتكهن بحدودها آو نهايتها .