الإعلان عن تأسيس التحالف البحري العسكري في الخليج: حرب اقتصادية بقيادة أمريكا لتضيق الخناق على إيران

جاء إعلان الأسطول الخامس الأمريكي عن افتتاح مركز قيادة في البحرين، لقيادة تحالف بحري عسكري تقوده الولايات المتحدة بهدف

حماية الملاحة في منطقة الخليج ، بعد أشهر من المساعي التي تقودها إدارة البيت الأبيض لمواجهة ماتقول انه خطر وتهديد إيراني لأمن الملاحة في مياه الخليج.

ويضم التحالف الذي تم الإعلان عنه في المنامة بحضور مسؤولين عسكريين من الدول المشاركة، وهي -الى جانب الولايات المتحدة الامريكية- المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا، وفق بيان نشره الأسطول الخامس الأمريكي عبره موقعه الإلكتروني.وأشار البيان الصادر عن الاسطول الخامس، إلى أن تأسيس التحالف يأتي لـ«تعزيز الأمن والاستقرار البحريين، وضمان حرية الملاحة في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج العربي ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، وخليج عمان». ويواجه هذا القرار موجة من التردد والرفض من عدة دول غربية، كما ترافقها تحذيرات إيرانية جادة من أي خرق لمنطقة الخليج خصوصا بعد إعلان «كيان اسرائيل» من نيته المشاركة في هذه القوة وذلك تعتبره طهران محاولات لاستفزازها.

وتطرح هذه الخطوة الأمريكيّة سيناريوهات متعدّدة حول الخيارات المطروحة أمام طهران وتداعيات هذه التطوّرات على الأمن الاقليمي .وتواجه ايران منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم ضغوطا متزايدة بدأت بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المثير للجدل وبدء سياسة العقوبات الأمريكية ضد طهران في أشرس حرب اقتصادية تشنها واشنطن ضد الجمهورية الإسلامية بالإضافة إلى سلسلة الاتهامات بالإرهاب التي توجهها أمريكا وحلفاؤها الخليجيون لإيران لدورها المتزايد في ملفات المنطقة سوريا العراق اليمن لبنان.

وتسعى أمريكا وفق مراقبين الى استغلال التوترات التي تعيشها الملاحة البحرية على مستوى مضيق هرمز لمهاجمة إيران مُجددا بما يسمح لها ببناء إجماع دولي ضدّ طهران، ورغم أنّ الاخيرة نفت الاتهامات التي توجهها لها أمريكا بعرقلة سير الملاحة في المنطقة ، إلا أنّ امريكا تواصل منذ اشهر حشد عتادها وجنودها في الشرق الاوسط تأهبا لتأسيس قوة حمائية او لشن ضربة عسكرية وهو طرح ينقسم إزاءه الرأي العام الدولي بين مؤكد وناف .

مساع أمريكية
وسبق ان دعت الولايات المتحدة الأمريكية دول حلف الأطلسي ‘’الناتو’’ إلى الانضمام لجهودها في تشكيل تحالف لحماية أمن الملاحةفي الممرّات المائيّة، بعد المشاحنات التي شهدتها الحركة الملاحية عبر مياه الخليج والتي بدأت بهجمات تمّ شنها ضدّ ناقلات للنفط وأيضا احتجاز ناقلة إيرانيّة عملاقة بتهمة خرق العقوبات الدوليّة المفروضة على سوريا.
وتباحث وزراء دفاع الحلف الأزمة وأثناء اجتماعهم في بروكسل انذاك ومهام التحالف الذي دعت لتشكيله واشنطن ومن بينها مراقبة الحدود البحرية وتتبع سير السفن في الممر المائي الدولي، حيث دعت أمريكا عبر ممثلها في الاجتماع إلى «تدويل» الاعتداءات الإيرانية على الملاحة.

وتسعى أمريكا وفق مراقبين إلى فرض سياسة ضغط اقتصادي سياسي ضد إيران وضد حلفائها أيضا ونقصد كل من روسيا والصين خصوصا بعد المساعي التي تخوضها هذه الأطراف لشق طريق سريع جديد يمتد عبر جميع أنحاء روسيا، تم تصميمه بهدف تقصير طرق الشحن بشكل كبير، ويمتد طريق «ميريديان السريع»، على مسافة 2000 كيلومتر من حدود بيلاروسيا إلى الحدود مع كازاخستان، ويشكّل الطريق السريع الجديد جزءا من خطة الصين الطموحة المتمثلة بمبادرة «حزام واحد طريق واحد» أو اختصارا «مبادرة الحزام والطريق» والتي تحظى بتأييد روسي ايراني ورفض أمريكي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115