المحليين –اغلبهم محسوبين على تيار الإسلام السياسي –دون تأكيد حضور أو غياب المبعوث الاممي لدى ليبيا غسان سلامة ، في ذات السياق -أي التحضير لانجاز مؤتمر برلين- احتضنت تونس مؤتمرا بمشاركة نشطاء بالمجتمع المدني ورؤساء أحزاب و بحضور المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة .
حراك دبلوماسي مكثف أشارت مصادرنا الدبلوماسية إلى انه سوف يتضاعف وذلك من خلال برمجة مركز الحوار الإنساني في جنيف لأربعة مؤتمرات قادمة تسبق مؤتمر برلين الذي لم يحدد موعد انعقاده لأسباب متعددة سوف نأتي على ذكرها. ورغم السرية التي أحاطت بعقد مؤتمر جينيف المذكور وعدم تسريب ولو صورة للحدث، فقد كشفت مصادرنا، بان اصرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ضرورة خروج مؤتمر برلين القادم بتتويج لتوافق محدد يأتي عبر لقاءات بين ممثلين عن الفر قاء بما فيهم الميليشيات مثل وقف إطلاق النار والالتزام باستئناف المفاوضات، هو الذي اجبر الأمم المتحدة على مضاعفة الجهود ،غير أن جميع المؤشرات تؤكد فشل مؤتمر جينيف و تونس الأخيرين اذ لم يحققا المطلوب ، حيث رفض من يمثل القيادة للجيش الحديث عن مقترح وقف الحرب مؤكدا بان هذا أمر يهم القيادة العامة، التي أكدت عزمها على تحرير طرابلس و كل مناطق الغرب الليبي من الميليشيات المسلحة يرى مراقبون بان ألمانيا التي تراهن على إنجاح مؤتمر برلين من خلال مخرجات مختلفة من حيث المضمون عن المؤتمرات السابقة انشأتها منظمة خاصة أسمتها –صناع السلام – والتي تتعاون حاليا مع مركز الحوار الإنساني في جينيف لتهيئة ظروف نجاح مؤتمر برلين .
كما قام وزير الخارجية الألماني بعدة زيارات خارجية سيما لدول الجوار العربية المتحفظة على عدم دعوتها لمؤتمر برلين،كما يرى المراقبون بان ألمانيا مازالت متخوفة من فشلها و الجهات المتعاونة معها من انتزاع توافق بين الفر قاء الليبيين، خاصة في مسألة وقف الحرب حول طرابلس .
مؤتمرات سابقة
تدرك ألمانيا والأمم المتحدة بان قوات حفتر باتت قاب قوسين من حسم معركة طرابلس وهي التي تحاصرها منذ 7 أشهر و يسيطر طيران حفتر على كامل أجواء ليبيا . كما تدرك ألمانيا وحتى المجتمع الدولي بان حكومة الوفاق ورغم تلقيها للدعم العسكري من أطراف اخرى فشلت في صد قوات الجنرال حفتر أكثر من ذلك كشف طول الحرب عجز المجموعات المسلحة التخلي عن السلوك الميليشاوي وغياب الانضباط العسكري .
ما سبق ذكره بالتأكيد يتطلب من انجيلا ميركل ووزير خارجيتها والأمم المتحدة وباقي المنظمات الإقليمية – الجامعة العربية و الاتحاد الإفريقي التواصل مع القيادة العامة للجيش في الرجمة لإقناعها بقبول وقف شامل لإطلاق النار مقابل وقف الحرب ،وعدم تغوّل تيار الإسلام السياسي في أية تسوية قادمة ، مهمة تبدو أكثر من صعبة بناء على تجارب سابقة ومخرجات مؤتمرات سابقة مؤتمر أبو ظبي وباريس 1+2 وباليرمو ، المحصلة ان ميركل و الدبلوماسية الألمانية أمام امتحان صعب والصعوبة تكمن محليا في انعدام عامل الثقة بين الفر قاء واستمرار التدخل الخارجي وعدم وجود ادنى استعداد لجماعة الإخوان التخلي عن المكاسب الحالية،وإخراجها من خلال ضبابية الموقف الأمريكي وانقسامه بين رئيس يدعم حفتر والخارجية تدعم الإخوان و مجلس شيوخ منقسم .