مقتل أبو بكر البغدادي مؤخّرا . مساع تركية لإنشاء منطقة خالية من المسلّحين الأكراد على طول حدودها مع سوريا .
تسوية تلك الملفات و بالذات الملف السوري يطرح السؤال الخطير، ما مصير حوالي 30 ألف إرهابي وأية وجهة لهم وماهي التداعيات الناتجة عن نقل هؤلاء الإرهابيين إلى منطقة جديدة ؟بداية لابد من التنويه إلى ما كان الرئيس الأمريكي دونا لد ترامب صرح به بان الحرب على «داعش» سوف تنتقل إلى منطقة شمال إفريقيا، ومنذ ذلك التصريح بدأت مؤشرات تنفيذ مضمون التصريح يتأكد في ليبيا من ذلك ما ذكره الرئيس الروسي على هامش انعقاد قمة العشرين بشان إرسال تركيا لمقاتلين من شمال سوريا إلى ليبيا .وهو ذات الموضوع الذي تحدثت عنه القيادة العامة للجيش الليبي على لسان اللواء احمد المسماري.
بالتوازي مع ذلك ضاعفت بعض الدول من الدعم العسكري للمجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق مثلما أقرت مصادر استخباراتية وسياسية بوجود جماعات متطرفة ضمن ما يمكن وصفه بالحشد الميليشاوي في طرابلس وحاولت العواصم الغربية ،واشنطن ، لندن ، برلين، باريس تمرير فكرة عجزها إجبار السراج على فك ارتباطه بتلك الجماعات المحسوبة على تنظيم القاعدة و«داعش» وبقايا أنصار الشريعة.. وهي في الحقيقة أي تلك العواصم بصدد تسهيل عمليات ترحيل ونقل ألاف الإرهابيين من سوريا الى ليبيا، فلا يتصور عاقل أن الدول الكبرى عاجزة عن إجبار حكومة الوفاق في طرابلس على التخلي عن الجماعات الإرهابية .ولاحظ المراقبون بان الولايات المتحدة بالذات تعمدت غض الطرف عن استمرار تدفق الإرهابيين نحو ليبيا ولم تكن لديها نية التدخل والتحرك .
مخاوف وانتقادات
واقع خلق حالة من القلق والريبة لدى دول جوار ليبيا ،الجزائر ،مصر وتونس ، وخوف هذه الدول المتزايد من تكرار السيناريو السوري فالأطراف المتدخلة في سوريا تقريبا هي ذاتها نجدها في ليبيا ، هؤلاء يدعمون جماعة الإخوان ، بينما تدعم دول أخرى القيادة العامة للجيش .
محور الصراع والحرب في سوريا كان الطاقة – الغاز – وهو الذي اجبر روسيا على التدخل العسكري ، وفي ليبيا نجد الطاقة بكل مكوناتها النفط ، الغاز ، الاورانيوم ، الذهب – الموقع الاستراتيجي لكل هذا مسالة ليبيا والحرب القادمة تحت غطاء الحرب على الإرهاب ستكون أطول و اخطر ليس على ليبيا و إنما على المنطقة باكمالها ، من ملامح هذه الحرب المدمرة تشكيل تحالف دولي طبعا بمشاركة دول الجوار لمحاربة الإرهاب على غرار ما جرى في حرب اليمن ...
سيناريو مرعب ينتظر المنطقة لا احد بإمكانه التنبؤ بما قد يصاحبه أو يخلفه من مالات و اكراهات تفرض على دول جوار ليبيا سواء في مسالة فتح الأجواء أمام الطيران الأجنبي آو منح قواعد عسكرية ، في ما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية أو الجريمة العابرة للحدود .قلق و مخاوف من القادم تتضاعف مع وجود انقسام بين دول الجوار .