وضع قانون جديد للانتخابات ومعالجة الفساد ومحاسبة الفاسدين. مشيرا إلى ان هناك بعض المخاوف من توترات أمنية ينبغي العمل لمعالجتها . وأوضح في حديثه لـ «المغرب» ان هناك محاولات لاستيعاب الوضع ومنع حصول انهيار اقتصادي مفاجئ.
• اولا كيف هو الوضع في لبنان والى اين وصلت الاحتجاجات؟
لا تزال الاعتصامات والمظاهرات قائمة ولم تنجح الحلول السياسية والاقتصادية في استيعاب الوضع . الاحتجاجات حققت انتشارا واسعا في معظم المناطق وان كانت تراجعت في بعض المناطق ولكنها لا تزال مستمرة ودخلت الجامعة الأمريكية واليسوعية على خط التحركات من خلال بيانات معلنة ودور مباشر مما أثار علامات استفهام كبيرة.
• كيف هو الوضع بعد استقالة الحكومة وما مدى مخاوف التدخل الخارجي؟
حسب وجهة نظري وبحسب المعطيات المتوفرة لا يوجد تدخل خارجي مباشر لان معظم الدول تريد حماية الاستقرار. وان كانت بعض الدول ترغب وتعمل لإضعاف حزب الله وإخراجه من الحكومة الجديدة من خلال دعم فكرة حكومة التكنوقراط أو الاختصاصيين وهناك تمني خارجي بعودة الحريري.
• وما نتائج الانتفاضة؟
من الواضح انها أفرزت واقعا شعبيا جديدا يجب أخذه بعين الاعتبار ووضعت برنامج إصلاح حقيقي سياسي واقتصادي واجتماعي. ولا بد من وضع قانون جديد للانتخابات ومعالجة الفساد ومحاسبة الفاسدين لكن هناك بعض المخاوف من توترات أمنية ينبغي العمل لمعالجتها إضافة للخوف من انهيار مالي واقتصادي
هناك محاولات لاستيعاب الوضع ومنع حصول انهيار اقتصادي مفاجئ
وعودة الحريري للحكومة قد تخفف من الاضرار، إضافة لضبط الامن والعودة للنشاط لأنه لا مصلحة لأحد في انهيار كبير.
• الى اين تتجه الاوضاع؟
من خلال العديد من اللقاءات مع شخصيات دبلوماسية عربية واجنبية في بيروت يمكن القول : ان معظم هذه الاوساط لا تملك تصورا واضحا لكيفية تطور الاوضاع في لبنان سواء على الصعيد السياسي او الامني او الاقتصادي ، وهي تعبر عن قلقها الشديد من انهيار الوضع في حال عدم التوصل الى حلول سياسية سريعة، وتتابع هذه الاوساط باهتمام دور حزب الله في الازمة وكيفية تعاطيه مع التطورات الميدانية وموقفه من الحراك الشعبي وماهي الخطط التي سيتبعها ازاء الاوضاع في المرحلة المقبلة وانعكاس كل ذلك على دوره المستقبلي في لبنان والمنطقة.
وتفسر هذه الاوساط عدم تدخل الجهات الدولية والعربية في الاوضاع اللبنانية : ان ذلك ناتج عن الحذر والقلق مما يجري والخوف من اتهام هذه الجهات بدعم الحراك الشعبي وبسبب الدعم المستمر للرئيس سعد الحريري في رئاسة الحكومة وعدم الذهاب الى الفراغ والفوضى والانهيار.
وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن القول : ان معظم الجهات الدولية والعربية لا تملك تصورا واضحا لمآل الاوضاع في لبنان في المرحلة المقبلة ، ورغم ان بعضها يعبر عن الارتياح من الحملة التي يواجهها حزب الله وحلفائه من قبل الاوساط الشعبية ويهتمون كثيرا بمستقبل الحزب ودوره، فانهم يتخوفون من ان تؤدي التطورات الى فوضى كبيرة مما يجعل الاوضاع اللبنانية مفتوحة على تطورات خطيرة امنية واقتصادية واجتماعية وهذا سيكون له انعكاسات سلبية على الوضع في لبنان وكل المنطقة.
وفي انتظار اتضاح الصورة حول مستقبل الحراك الشعبي ونتائجه، فان حماية الاستقرار هي الاولوية لدى الجهات العربية والدولية مع دعم التغيير السياسي والاقتصادي الداخلي .