الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ «المغرب»: «مقتل أبي بكر البغدادي ورقة رابحة لمعركة الرئيس الأمريكي الانتخابية»

قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب» الولايات المتحدة الامريكية روجت قبل أكثر من عام ومع انحسار و هزيمة

تنظيم داعش الارهابي في كل من العراق و سوريا ، روجت لفكرة ظهور تنظيم أشد خطورة و دموية من داعش ، كان تحت مسمى تنظيم الرايات البيضاء ، أو جماعة خراسان .

وتابع «و الآن مع توسع دائرة سيطرة الجيش السوري نحو شرق البلاد في مناطق الجزيرة السورية وانتشاره على الأرض ووصوله الى الحدود مع تركية في عدة مناطق مثل عين العرب ومنبج، وكل ذلك بدعم روسيا التي أنجزت عدة توافقات مع تركية وقدمت ضمانات بسيطرة الجيش السوري على الحدود وتراجع مسلحي قسد لمسافة أكثر من 32 كم عن الحدود لسحب ذريعة التدخل التركي في الأراضي السورية، وهذا ما أدى لسحب واخلاء قواعد أمريكية وفرنسية وبريطانية من شرق الفرات ، في ظل كل هذه التطورات وجد ترامب أن الوقت بات مناسبا لكسب ورقة هامة جدا في محاربة الارهاب يستفيد منها خصوصا في الداخل الامريكي مع قرب الانتخابات الرئاسية وكونه يواجه آلية في الكونغرس لعزله من قبل خصومه».

واضاف محدثنا «من جهة أخرى لا توجد رغبة لدى واشنطن في وقوع «أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم داعش في يد الجيش السوري المتوجه لانهاء ملف ادلب التي كان يتواجد البغدادي في احد اريافها، ولا لاعطاء روسيا شرف القضاء عليه، ولا حتى وقوعه في يد الجيش التركي . كل هذه المبررات و المسوغات شكلت دافعا آنيا وسريعا لانهاء ظاهرة البغدادي على يد واشنطن».

وعن تداعيات مقتل البغدادي على الداخل الامريكي اجاب خليفة ان «ماحصل بكل تاكيد ، يخدم دونالد ترامب شخصيا في مواجهة خصومه الداخليين و في تحضيره لحملته الانتخابية قريبا . و كما قال : « إن أذرعنا طويلة جدا» . واضاف «ذلك يثبت بتلك العملية أن انسحاب قوات برية و اخلاء قواعد و انسحاب حلفاء كفرنسا و بريطانيا لا يعني انحسار التواجد الامريكي في المنطقة ، بل يؤكد ما قاله أيضا أن: « الذراع الجوية الامريكية ستظل حاضرة لحماية المصالح الامريكية في المنطقة».

وفي افريل 2018رجّح الجيش الروسي أن زعيم ما يعرف بتنظيم «داعش» الإرهابي.

أبو بكر البغدادي، لم يعد موجودا في سوريا بل انتقل الى العراق هربا من الضربات الجوية الّتي يشهدها المجال السوري، ولئن سبق وان أكد الكرملين في شهر جوان من قبل العام الماضي أن البغدادي قتل في غارة جوية، رجحت روسيا ايضا انتقاله الى العراق حيث لقي التنظيم أشدّ الهزائم ولقي خسائر كبيرة في صفوف مقاتليه وعتاده ايضا .

يشار الى انّ عدة تقارير دولية ومحلية تحدثت انذاك عن معلومات من قيادات في «داعش» تؤكد مقتل زعيمهم البغدادي، ولطالما ترددت إشاعات بأن البغدادي أصيب بل وربما قتل خلال هجمات ولكن تأكد في ما بعد خطأ هذه الأنباء خاصة وان الولايات المتحدة الامريكية نفت علمها انذاك بما اكده الكرملين الروسي.

وقال نائب رئيس قسم الاستطلاع التابع لرئاسة أركان الجيش الروسي انذاك انّ «مكان البغدادي في العراق غير محدّد بدقة». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت العام الماضي 2017 أن زعيم «داعش» قتل في غارة جوية للجيش الروسي بالقرب من مدينة الرقة.

يشار الى ان التنظيم الارهابي بدأ يفقد منذ فترة أغلب معاقله ان لم يكن كلها في العراق وبنسبة اقل في سوريا، ولعل التقارير الاعلامية الاخيرة القائلة بان اغلب قيادات التنظيم قد لقيت حتفها في غارات جوية نفذها التحالف الدولي تارة والطيران الروسي الداعم لنظام بشار الاسد في سوريا تارة أخرى تؤكد ترنح التنظيم مقابل الحرب الدولية التي تشنها اغلب الدول عليه.

يشار الى ان التّحذيرات الدوليّة من المرحلة التي ستلي فقدان تنظيم «داعش» الارهابي للمناطق التي كانت تحت سيطرته تزايدت وزادت حدة المخاوف بعد اعلان ترامب مقتل البغدادي خصوصا حول المرحلة المقبلة وماقد ينجر عن تشتت التنظيم الارهابي وتخبطه وامكانية تنفيذه ضربات انتقامية لمقتل زعيمهم. اذ تؤكد الدراسات ان التهديد المستمر الذي يمثله «داعش» الإرهابي سواء محليّا أودوليّا مستمرّ ، بل قد يدفعه إلى تكتيك جديد لبناء «دولة الظلّ» في ذات المناطق الّتي خسرها وربما في مناطق اخرى يسعى للوصول اليها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115