مع اشتداد سرعة الرياح في انتشار الحرائق حسب ما أكدته وزارة الداخلية اللبنانية، ولم يتم الإعلان بعد عن حجم الخسائر التي خلفتها النيران.
وتأتي هذه الكارثة لتزيد من قتامة المشهد اللبناني الذي يعرف أوضاعا صعبة منذ الأعوام الماضية . وقد شهد أزمات متنوعة سياسية واقتصادية وامنية تتعلق أساسا بتداعيات الزلزال الذي تعيشه المنطقة والحرب الكبرى التي تدور رحاها في سوريا بين الدول الكبرى والإقليمية ...
يضاف الى ذلك ما يتعرض إليه البلد من تهديدات إسرائيلية متكررة واعتداءات متواصلة وسط تحذيرات بإمكانية ان يشنّ العدو الصهيوني حربا ضروسا في اية لحظة ضد لبنان من اجل ترويض المقاومة والقضاء عليها ...
والمفارقة ان هذه الحرائق تزامنت مع انطلاق حراك مدني شبابي يطالب بتغيير هذا الواقع الهش الذي تحكمه تقاليد «التوازنات الطائفية» بكل ارهاصاتها وتأثيراتها .
ويبدو بلد الأرز اليوم أمام أزمة جديدة اذ بدأ اهله يدفعون ثمن الصراعات الدائرة في المنطقة بين إسرائيل وامريكا وحلفائهما وبين ايران وحلفائها... فلأول مرة منذ عقود يختفي الدولار في السوق اللبنانية في تطور مفاجئ، في بلد اعتاد على التعامل اليومي بالعملة الامريكية الى جانب عملته الوطنية... وهذا ما جعل لبنان يشهد أزمة خبز بعد ان امتنعت معظم الافران عن انتاج الخبز بسبب عدم توفر الدولار بالسعر الرسمي في الأسواق لشراء المنتجات الأولية الضرورية . وتعيد هذه الأزمة الاقتصادية الى الأذهان أيام الحرب الاهلية التي دارت رحاها سنة 1975 واستمرت 15 عاما ...
وتعاني قطاعات عديدة من أزمة توفير الدولار بالسعر الثابت الذي أعلن عنه مصرف لبنان، من بينها قطاع المحروقات وقطاع الدواء ، إذ تشتري الشركات الخاصة بهذه القطاعات المواد بالدولار وتبيعها بالليرة اللبنانية. ولا يتوفر الدولار لدى المصارف اللبنانية لتأمين حاجات هذه الشركات، مما يضطرها إلى شراء الدولار من الصيارفة.
ويأتي ذلك نتيجة الحصار الاقتصادي الخانق الذي فرضته الولايات المتحدة على لبنان من خلال تجميد أصول وودائع بنكية تتهمها بالارتباط بحزب الله . وأدى ذلك إلى إغلاق احد اكبر البنوك اللبنانية وهو بنك «الجمّال» مما تسبب في خسائر فادحة في السوق البنكية واهتزازا في الوضع المعيشي الحياتي للبنانيين . اليوم لبنان يحترق ويحاصر اقتصاديا وسياسيا ...فهل بدأت الحرب الأمريكية – الإسرائيلية ضد إيران من الساحة اللبنانية؟