د. خالد الناصر مؤسس التيار الشعبي في سوريا ومسؤوله السياسي لـ «المغرب»: «سوريا الآن موزعة بالكامل إلى مناطق نفوذ واحتلال»

• «العملية التركية تمثل انعطافة كبرى ستكون لها نتائج كبيرة على الوضع السوري»


أكد د. خالد الناصر مؤسس التيار الشعبي في سوريا ومسؤوله السياسي والقيادي السابق في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري أن دخول تركيا إلى سوريا-شرق الفرات، وقبلها جرابلس، الباب وعفرين هو جزء من الصراع الدولي والإقليمي المحتدم على سوريا. موضحا في حديثه لـ « المغرب» ان هذه العملية تمثل انعطافة كبرى ستكون لها نتائج كبيرة على الوضع السوري ومآلاته.

• ما هي قراءتكم للعملية التركية في شمال سوريا؟
إن دخول تركيا إلى سوريا-شرق الفرات، وقبلها جرابلس، الباب وعفرين هو جزء من الصراع الدولي والإقليمي المحتدم على سوريا بعد أن فتح نظام الأسد الباب على مصراعيه برفضه مطالب الشعب السوري واستدعائه الميليشيات الطائفية الأجنبية والاحتلالين الإيراني والروسي وارتهانه لهما.
وأهداف العملية التركية تتلخص في ثلاث نقاط:
اولا : إحباط المشروع الانفصالي الذي تسعى إليه قسد المرتبطة بحزب «ب ك ك» عدو تركيا اللدود، وخلق منطقة عازلة تقطع الاتصال ما بينهما.
ثانيا: التخفيف من عبء اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم في تركيا إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف بإرسالهم إلى هذه المنطقة بعد تأمينها.
ثالثا: تعزيز أوراق تركيا التفاوضية على طاولة المساومات الدولية عندما تحين المفاوضات النهائية بشأن الوضع السوري والمنطقة برمتها.

• ما هي انعكاسات هذه العملية على الوضع السوري ومستقبل سوريا؟
هذه العملية تمثل انعطافة كبرى ستكون لها نتائج كبيرة على الوضع السوري ومآلاته: إنها تؤدي إلى انهيار حلم الدولة الكردية الذي كانت تسعى له «قسد» ومن ورائها حزب «ب ك ك» وتجبر من انجر وراء هذا الحلم من المكون الكردي السوري على العودة للواقعية وهي الاندماج بالمشروع الوطني السوري.
إنها تضع حداً نهائياً لآمال النظام السوري في استعادة السيطرة على كامل التراب السوري وبالتالي تزيد كثيراً من ضعف موقفه في مساومات الحل النهائي.
بالمقابل تعيد شيئاً من القوة إلى موقف المعارضة بعد أنّ كادت تخرج من مسرح العملية السياسية بعد إجلائها من معظم المناطق المؤثرة كغوطة دمشق ومدينة حلب و مناطق جنوب سورية.

• ما تفسيركم للانسحاب الأمريكي وما تقييمكم للدور الأمريكي بعد هذه العملية؟
يتوهم من يظن أن الانسحاب الأمريكي وعملية الدخول التركي الذي تلته يمثلان تراجعاً للدور الأمريكي في المسألة السورية، على العكس فإن أمريكا هي اللاعب الأكبر فيها؛ فهي قد جرت خصومها ومنافسيها (ايران، روسيا..) للغرق في مستنقع الصراع السوري، بل واستغلته في ترويض حلفائها (تركيا، دول الخليج.. ).
لقد استخدمت الأكراد في ضرب داعش الارهابي من جهة، ولوحت بهم كخطر داهم في وجه تركيا ذات الحساسية المفرطة في هذا الشأن، ثم رمت بالأكراد جانباً وانسحبت فاتحة المجال للدخول التركي إرضاءً لدولة حليفة لا يمكن أن تستغني عنها استراتيجياً. ولا ننسى بالأصل أن أمريكا هي من غض النظر عن قدوم الميليشيات الشيعية وعناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني إلى سورية، وهي التي سمحت بالتدخل الروسي منذ سبتمبر 2015، والآن تعيد التوازن بسماحها للأتراك بدخول شرق الفرات.

• إلى أين يسير الوضع؟ وهل نحن أمام سيناريو تقسيم سوريا؟
لا شك أن سوريا الآن موزعة بالكامل إلى مناطق نفوذ واحتلال؛ ففي مناطق النظام غرب وجنوب سوريا تهيمن روسيا عسكرياً وسياسياً وتشاركها ايران هذه الهيمنة من خلال تواجد ميليشياتها على الأرض ومحاولاتها التغلغل اجتماعياً ودينياً. وفي شمال سوريا ضمن محافظة أدلب وريفي حلب وحماة تهيمن تركيا. وفي شمال وشرق سوريا ضمن محافظتي الحسكة والرقة وأجزاء من محافظة دير الزور تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية المرتبطة بحزب الـ « ب ك ك» الكردي التركي التي تشكل العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية (قسد) بدعم وتواجد عسكري أمريكي .
ورغم تضارب المصالح بين هذه القوى الدولية والإقليمية إلا أنها تجمع ( كلّ لأسبابه الخاصة ) على ضرورة بقاء سوريا موحدة. الجهة الوحيدة التي تجاهر بالتقسيم هي «قسد» التي تسعى للانفصال بشرق سوريا تحت مسمى غرب كردستان حيناً أو روجافا حيناً آخر، لذلك فإن العملية التركية الحالية إن اكتملت، على عكس ما يُظَن ستقلل من احتمالات تقسيم سوريا على المدى البعيد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115