في دورتها الرابعة والسبعين على ضرورة وقف الحرب حول طرابلس والعودة لمسار الحوار، ولفت البيان إلى أنّ حل الأزمة لا بد أن يكون سلميا، كما طالب البيان بالعودة إلى تفاهمات اجتماعات ومؤتمرات باريس 1 + 2 و ابوظبي وباليرمو، بالإضافة إلى وقف الحرب وإنشاء حكومة موحدة وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية .
وكانت أروقة الأمم المتحدة بنيويورك والبيت الأبيض ومقرات وزارة الخارجية ومجلس النواب، شهدت عدة لقاءات بين الأطراف الدولية المعنية بأزمة ليبيا ومسؤولين أمريكيين لبحث تطورات الملف الليبي، لقاءات كانت النقطة المشتركة فيها: هي وقف الحرب ومحاربة الإرهاب والحفاظ على ثروات البلاد ودعم غير مباشر للجيش الذي يقوده حفتر ومحاولات الضغط على السراج حتى يتخلى عن احتضان المطلوبين دوليا ضمن قواته ووضرورة العودة للحوار والمفاوضات .
حراك دبلوماسي يأتي بالتوازي مع جهود ألمانيا لاحتضان مؤتمر دولي جديد حول ليبيا،وتدرك ألمانيا أنّ نجاح الحدث من عدمه يتطلب تهيئة الأرضية المناسبة محليا ودوليا ، محليا من خلال تشريك أكبر عدد ممكن من الفرقاء سيما الفاعلين على الأرض، ونعني قيادات ميدانية غير متجانسة من ضمنها قيادات متطرفة، مجالس الشورى سرايا الدفاع عن بنغازي والمجموعات المسلحة التابعة لإبراهيم الجضران وبقايا أنصار الشريعة.ألمانيا والأمم المتحدة مطالبة بإقناع مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بالتجاوب ايجابيا مع المساعي الدولية الرامية إلى العودة للحوار وتنفيذ خارطة الطريق الأممية كما ان الدبلوماسية الألمانية مطالبة بتجاوز تداعيات ستّة أشهر من الاقتتال حول طرابلس وما خلّفته من احتقان وتوتّر بين عدة مدن ومصراته وترهونة مثال على ذلك الاحتقان .
أما دوليا فالداعمون لمؤتمر ألمانيا، بداية من دول الجوار وخاصة مصر وتونس ودول الإقليم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وايطاليا وفرنسا وبداهة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الإقليمية الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، والمطلوب من هؤلاء ممارسة ضغوطات على دول معروفة بتغذية الصراع المسلح وتعميق الخلاف والانقسام، سلوك وتدخلات ظاهرة بما فيها إرسال الأسلحة في تحد صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي. دولتان من دول الإقليم رافضة لمخرجات اجتماعات باريس وابوظبي وباليرمو ونتذكر كيف كان رد فعل الوفد التركي عند منعه من حضور القمة رفيعة المستوى في اجتماع باليرمو الأخير، وكيف كان رد فعل أمير دولة قطر ومغادرته لقاعة الجلسات لقمة الجامعة العربية بتونس عند إلقاء الرئيس المصري لكلمته، دولتان تتهمهما السلطات الشرعية في ليبيا بزرع الشقاق في ليبيا .وتدافع كل من تركيا والدوحة عن تدخلهما السافر هذا بالتأكيد يدل على وجود اتفاقيات مع المجلس الرئاسي تنص على الدعم العسكري لطرابلس .
تداعيات التدخل الخارجي
يبدو أن ألمانيا تراهن على الحد من تدخل كل من فرنسا والولايات المتحدة و روسيا وربما لأجل ذلك وجهت الحكومة الايطالية الدعوة لأمير قطر للحضور إلى روما، ويرى مراقبون بان تحديات وعراقيل بالجملة وضعت على طريق تهيئة أرضية مناسبة لإحراز شيء من النجاحات حتى يتميز هذا المؤتمر المرتقب عن المؤتمرات السابقة، ولاحظ المتابعون لمسار الأزمة السياسية الراهنة في علاقة بارتباط أسباب اندلاع الأزمة أي خسارة تيار الإسلام السياسي لانتخابات 2014 و خوف جماعة الإخوان من تكرار سيناريو إخوان مصر .
ولاحظ المتابعون بان كل ما جرى من أحداث وكذلك المشهد الدموي إنما هو مخطط له من الإخوان والأطراف الخارجية الداعمة وغايات وأهداف الجماعة هي الحفاظ على المكاسب وإفشال تفعيل المؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن ،وإقناع المجتمع الدولي بأنه لا حل في ليبيا إلا بتواجد الجماعة في الحكم وإبعاد مواعيد أية انتخابات في ظل الوضع الراهن و لو كان ذلك على حساب وحدة ليبيا.
جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسي المتمسك بالسلطة وبسيطرته على طرابلس ومؤسسات الدولة السيادية نجح في تغيير مواقف السراج من داعم للسلام والتوافق في ليبيا إلى رجل حرب لا يتأخر في مهاجمة وانتقاد القيادة العامة للجيش ويرفض وجود حفتر ضمن أية تسوية سلمية .وهو الذي التقاه في باريس وابوظبي وباليرمو و أشاد بدور الكرامة في محاربة الإرهاب ,ليس معنى ذلك أن القائد العام للجيش على صواب كامل، حفتر اخطأ وأصاب وقواته عناصر منها ارتكبت انتهاكات وأحد القادة الميدانين مطلوب للعدالة الدولية لكن الكرامة حررت الشرق البلاد من الإرهاب وتؤمن الجنوب وهي اليوم على أبواب طرابلس وهو ما دفع بأغلب القبائل الى دعم الكرامة دون تحفظ .في حين نجد المشهد الميليشاوي في طرابلس قد امتدت تداعياته إلى دول الجوار . المحصلة وكما يراها المراقبون أن الحل السلمي مازال ممكنا لكن وبشروط وضمانات وجودها رهين جدية المجتمع الدولي ومدى استعداد الأطراف المحلية والقيام بشي من التنازلات.