ليبيا: التطورات الميدانية المتسارعة تصطدم بالأدوار الخارجية

أكد المتحدث بإسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري تحقيق قوات الكرامة الميداني بأغلب محاور القتال ضد المجموعات

المسلحة التابعة للوفاق ومنددا بالتدخل التركي القطري المفضوح، أعلنت قيادة الأفريكوم تنفيذ مقاتلاتها غارة جوية على جنوب ليبيا ومقتل 7 إرهابيين، غارة هي الرابعة خلال شهر واحد وكانت حكومة الوفاق أعلنت تسجيل غارة ثانية على مدينة سرت متهمة دولة الإمارات بالضلوع في العملية.

الجدير بالملاحظة أن حرب طرابلس وإطلاق عملية طوفان الكرامة التي أطلقها القائد العام للجيش حفتر في الرابع من أفريل الماضي تطوي الجمعة القادم شهرها الخامس لتدخل شهرا سادسا دون حسم واضح على الأرض والرد على تلك العملية بعملية عسكرية من قبل حكومة السراج تحت شعار عملية بركان الغضب، السؤال المحوري لماذا بقي المشهد العسكري هو ذاته قوات الجيش تحاصر وتهاجم والمجموعات المسلحة المكونة لقوات السراج تكتفي بالدفاع؟ وماهي المستجدات المحلية والخارجية الحاصلة بعد الرابع من أفريل؟ وما تداعيات تلك التطورات سواء محلية أوخارجية على مسار البحث عن تسوية سياسية؟

بداية لابد من الإشارة إلى فشل جميع مبادرات الحل السلمي بما في ذلك تعثر خارطة الطريق الأممية وتهميش دور الإتحاد الإفريقي والجامعة العربية في هذا المسار إضافة إلى ذلك حصل إنقسام بين القبائل الليبية صحيح وأن أغلب القبائل تدعم حفتر لكن هناك قبائل ومدن أخرى تدعم السراج ،ومنها مصراته معقل جماعة الأخوان المضيفة تنظيمها إرهابيا عربيا كذلك يوجد عامل أخر ساهم في عرقلة دخول الجيش الى طرابلس وهو سيطرة المجموعات المسلحة الموالية للوفاق على كل المؤسسات الرسمية في طرابلس من مصرف مركزي ومؤسسة وطنية للنفط ومؤسسة الإستثمار بفرعيها الداخلي والخارجي.

ليبقى العنصر الأكثر تأثيرا على تطورات معركة طرابلس هو التدخل الخارجي عبر إغراق البلاد بالسلاح والمقاتلين الأجانب القادمين من سوريا والعراق ومن جنسيات مختلفة شحنات من الأسلحة وقع الكشف عنها عبر موانئ مصراته – طرابلس والخمس وزوارة وعبر مطار معتيقة .ويرى مراقبون للمشهد العسكري في ليبيا وبالذات المتعلق غرب طرابلس بأن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي لم تكن جادة في تطبيق قرار حظر بيع السلاح لليبيا الصادر في 2011 ،كذلك القرارات ذات العلاقة مثل القرار 2258 وغيره من القرارات تهاون في غير موقعه شجع كل من قطر وتركيا ودولة إقليمية ثالثة غير عربية متهمة بزعزعة استقرار المنطقة بالتمادي في خرق قرار حظر بيع وإرسال السلاح والمقاتلين الى داخل ليبيا ولفت هؤلاء المراقبون بأن ما كشفه رئيس روسيا في عدة مناسبات من تداعيات ومخاطر إرسال مقاتلين الى ليبيا على ليبيا والمنطقة بأكملها لم تتحرك القوى الفاعلة حتى لإنجاز تحقيق.

شق من المتابعين ذهب للتأكيد على أن ما يشهده الجنوب أخطر من الذي يحدث في طرابلس فإن كان من يسيطر على طرابلس من الداخل هي مجموعات مسلحة تمثل في أغلبها تيار الإسلام السياسي الراديكالي، من بقايا انصار الشريعة سرايا الدفاع عن بنغازي مجالس الشورى وعصابات التهريب والجريمة ورهنها لقرارات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا برغم محاولات السراج للتخلص من تأثيرات ضغوطات تلك المجموعات نجد الجنوب في جزء كبير منه تحت نفوذ فصائل مسلحةوافدة من دول الجوار الجنوبية ففصائل المعارضة التشادية الأكثر تعداد بحوالي 8 آلاف مسلح تتواجد قياداتها العليا في الدوحة وتكمن الخطورة في وصول السلاح وحتى الدعم اللوجستي يصل الى تلك المجموعات التي أكدت التقارير تحالفها مع تنظيمات إرهابية بوكو حرام وداعش ومافيا التهريب والجريمة العابرة للحدود.

على علاقة بذلك والخوف من إعلان ما يعرف بجيش تحرير الصحراء التسمية الجديدة لذلك التحالف الإرهابي إمارة إسلامية بمدينة مزرق كثفت الافريكوم من غاراتها الجوية على تمركزات تلك المجموعات.

مخاوف لا تتوقف
حجم التدخلات الخارجية من طرف دول معلومة وتهاون المجتمع الدولي في إجبار الداعمين لجماعة الأخوان والليبية المقاتلة بوقف العبث بإستقرار ليبيا ، زادت تلك المخاوف سيما بدول الجوار وجهود محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وتعزيز الأمن في البحر الأبيض المتوسط والضفة الجنوبية لدول أوروبا منذ استفحال الأزمة الليبية تعرف دول الجزائر –تونس ومصر حالة من اليقظة، وصرفت المليارات للتوقي من المخاطر القادمة من الجارة ليبيا مع أن الليبيين شعب مسالم ويحب الخير لجيرانه .. لكن درجة ولاء المجموعات المسلحة لأطراف خارجية داعمة لهم جعل أمراء الحرب في هذه المجموعات لا يرون مصالح وطن اسمه ليبيا جدير بالأمن والأمان وما شجع أمراء الحرب والجماعات المتطرفة على التمادي في سلوكهم المشين هو يقينهم من ضعف العقوبات الدولية واستمرار الدعم بالسلاح والحال من دول داعمة لهم.

المحصلة ودون وقفة جادة لوقف إرسال السلاح والمقاتلين من قبل أطراف معلومة والضغط على جماعة الأخوان بتقديم تنازلات فعلية والتخلي عن العنف، وقبول الشراكة في الحكم وقبول نتائج أية انتخابات قادمة فلا يمكن الحديث عن حل سلمي للأزمة في ليبيا. وكذلك احترام قرارات الجامعة العربية ومخرجات القمم السابقة وإرادة الشعب الليبي الرافض لكل تدخل في شؤونه، الشعب الليبي قال كلمته في انتخابات 2014 وتخلى عن جماعة الإخوان لكن الجماعة عادت لحكم طرابلس وشكلت جسما مسلحا هو فجر ليبيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115