للحديث بقية: مقتل خاشقجي والعدالة الضائعة

مرّت امس الذكرى السنوية الأولى على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول وسط دعوات اممية وحقوقية

الى تحقيق العدالة .

واعتبرت عديد المنظمات الحقوقية الدولية ان ما قامت به السلطات السعودية لم يكن كافيا لتحقيق العدالة خاصة انه الى الآن لم يتم العثور على جثته. وفي الحقيقة فان مقتل خاشقجي -كاتب مقالات الرأي الجريئة والناقدة واللاذعة لسياسات بلاده في عدة صحف عالمية مثل «واشنطن بوست» – مثّل انتكاسة للسياسات السعودية ودورها في محيطها الاقليمي ، ولئن سارعت الرياض الى محاكمة 11 شخصا متورطا على خلفية هذه الجريمة النكراء الا ان الطريق نحو كشف الحقيقة لا يزال طويلا على ما يبدو في ظل الغموض الذي يحيط بملابسات هذه القضية. وقد حاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تصريحات لشبكة « «بي بي أس» التلفزيونية الأمريكية « ان يؤكد للرأي العام الدولي ان الجريمة تمت دون علمه .

فيدو جليا يوضح ان ارتدادات هذه الجريمة لا تزال مؤثرة في المشهد السعودي ، خاصة انها جاءت في خضم صراعات ومعارك كبرى تقودها المملكة داخليا وخارجيا خاصة بعد الهجمات الحوثية المتصاعدة والتي اخذت منحى اكثر خطورة بعد الاعتداء الذي أدى الى وقف نصف إنتاج النفط السعودي وتراجع إمدادات النفط العالمية بنسبة 5 %. فالمعلوم ان السعودية تقود حربا ضروسا في جبهة اليمن ضد إيران لا احد يعرف كيف ستنتهي في ظل تواصل نتائجها الكارثية على المنطقة ككل . ويثار حديث عن مساع تقودها دول في المنطقة للوساطة من اجل تهدئة هذا الملف في اطار السعي الى تحقيق الامن والاستقرار المفقودين في الشرق الاوسط . وفي المقابل فقد نفى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، إعلان إيران إرسال المملكة رسائل الى رئيسها، حسن روحاني، من خلال دول أخرى «أمر غير دقيق».

اليوم يطالب ذوي الفقيد بتحقيق العدالة الضائعة بعد ان دفع خاشقجي ثمن آرائه ومواقفه باهظا من دمه وحياته ....وستظل ارتدادات هذا الزلزال تتردد في المدى القريب والبعيد في المشهد السعودي ، بعد ان تاهت بوصلة الحقيقة في فوضى الحروب والمعارك والمخططات الاقليمية والدولية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115