إيؤيك زمور و روبار مينار عمدة مدينة بيزيي و عدد من الوجوه البارزة في التجمع الوطني لمارين لوبان مثل النائب الأوروبي جيلبار كولار. و سهرت على تنظيم المؤتمر مؤسسات إعلامية و جمعيات يمينية استقبلت أكثر من 2000 مشارك لخوض معركة «تقديم بديل سياسي لماكرون».
لئن يندرج هذا الحدث في إطار المعركة الشرسة بين أحزاب اليمين الجمهوري والوسطي من جهة وفصائل اليمين المتطرف من جهة أخرى لقيادة الشارع اليمين بعد هزيمة حزب الجمهوريين و صعود حزب التجمع الوطني، فإن أمهات الخطابات التي قدمها «قادة» هذه الفصائل تمحورت حول التهجم الصارخ على الإسلام و المسلمين. و قاد هذه الحملة الإعلامي إيريك زمور الذي أدانه القضاء الفرنسي نهائيا يوم 17 سبتمبر في قضية « تصريحات عنصرية وتهجم على الأديان» بعد أن تهجم في مناسبة سابقة على الإسلام و المسلمين. وفي هذه المرة اعتبر الإعلام الفرنسي وممثلون بارزون في الحكومة أنه «تخطى الحدود» بخطابه المعادي للأجانب وللمسلمين بالخصوص.
هجوم ممنهج على الإسلام
أخطر التصريحات ضد الإسلام والمسلمين جاءت على لسان إيريك زمور الذي يشاطر ماريون ماريشال لوبان نظرية «الإستبدال الكبير» التي يستخدمها للتشهير بالهجرة وبتجنيس المسلمين. وكانت ماريون ماريشال لوبان قد قالت أمام الحضور:«أنا متخوفة من أن نصبح أقلية في بلد أجدادنا». ونبه زمور إلى خطورة «أسلمة المجتمع الفرنسي» وتحويل السلطة للمسلمين على حساب «الفرنسيين الأصليين». و قال زمور في خطابه: «الخمار والجلابية في الشارع هما في الواقع دعاية. لا أسلمة الشارع، مثل لباس جيش الإحتلال يذكر المهزومين بالطاعة. كما استبدل الثلاثي «هجرة واندماج واستيعاب» بثلاثي جديد «غزو واحتلال واستيطان».
وأضاف قائلا «نحن نعيش اليوم تحت نظام حلف ألماني سوفييتي جديد. نظامان شموليان يتحدان من أجل تدميرنا قبل أن يتناحرا بينهما. المدن الكبرى لليبرالية حقوق الإنسان و الضواحي للإسلام». و أنهى كلامه بالتنديد الواضح بالإسلام:« أما الإسلام، فحدث بلا حرج. في الثلاثينيات، أكثر الكتاب فطنة ، والذين نددوا بالخطر الألماني، قارنوا النازية بالإسلام. حينها لم يعتب عليهم أحد انتقادهم للإسلام. بل كثيرون اعتبروا أنهم يبالغون بعض الشيء: «كانوا يقولون، نعم، النازية في بعض الأحيان تبدو حازمة وغير متسامحة، لايجب مقارنته بالإسلام!». «ولاقى هذا الخطاب العنصري المشحون بالكراهية تصفيق واستحسان الحاضرين.
ردود فعل فورية
أمام هذا الهجوم الشرس على الإسلام والمسلمين من قبل شخصيات وتنظيمات سياسية لم تحرك المنظمات الإسلامية الفرنسية ساكنا ولا الجامع الكبير بباريس. بل ان ردة الفعل القوية جاءت من الحكومة إذ استنكر الوزير الأول إدوار فيليب «العنف اللفظي» في خطاب إيريك زمور معتبرا إياه «خطابا ذا رائحة كريهة، مخالفا تماما لنظرتنا لفرنسا و للجمهورية. « وذكر الوزير الأول الفرنسي بموقف الرئيس الراحل جاك شيراك الذي أوصى «برفض التطرف في كل وقت و بكل الأشكال» والذي كان يعتبر التطرف «سما» وجبت مقاومته. وكان يؤكد :«لا بد أن نقول لا للتطرف الذي يفرق و يحطم كل شيء في روح فرنسا.» وتحرك من جهته وزير الداخلية كريستوف كستنار الذي ندد بخطاب «الكراهية والرفض و الانزواء على النفس». أما فرانك ريستر وزير الثقافة فقد صرح لقناة سي نيوز :«لا تتسامحوا مع التطرف والعنصرية واللاسامية ورفض الآخر.»
واعتبر رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي، الذي يحاول جاهدا تجميع شتات حزب الجمهوريين بعد فشله في الإنتخابات الأوروبية وتأخره أمام حزب مارين لوبان المتطرف، أن مشاركة بعض وجوه الحزب الجمهوري في «مؤتمر اليمين» «تحرك غير مقبول» مضيفا : «هم أخطأوا في القيام بذلك و ليس لهم مكان في عائلتنا الجمهورية.» وهو ما يشكل تململا واضحا يعبر عن خشية أن ينتقل الناشطون السياسيون الجمهوريون لمساندة اليمين المتطرف بعد أن فشل زعماء اليمين التقليدي في التوصل إلى وحدة تنظيمية تسمح لهم بالتعايش وبتوحيد الصفوف لمواجهة سياسات إيمانويل ماكرون و استرجاع المجد المفقود. ولا يعرف إلى حد كتابة هذه الأسطر ما إذا تقدمت الحكومة أو الجمعيات الإسلامية بقضية أمام المحاكم الفرنسية ضد إيريك زيمور.