حسم الحرب لهذا الطرف أو ذاك، أشهر وجولات من الاقتتال ..كر وفر.. حرب استنزاف إلى جانب مئات القتلى وآلاف الجرحى , تدمير للآليات ...استهلاك للذخيرة ...صرف للمليارات. مما يطرح عدة أسئلة واستفهاما ت حول إمكانيات كل من قوات حفتر وقوات السراج على خوض هكذا حرب. الوفاق ليست لديه مؤسسة عسكرية وحفتر ليست لديه أموال .. إذن كلا الطرفين يعانيان من نقص في الخبرات العسكرية فكيف تمكن حفتر والسراج من إدارة الحرب ؟
في غياب شبه كامل للمؤسسة العسكرية تنادت المجموعات المسلحة وبعثت ما يعرف بقوة حماية طرابلس مكونة بالأساس من كتيبة ثوار طرابلس وكتائب الرباع ومجموعات مسلحة من مصراته والزنتان والزاوية للتصدي لقوات حفتر. وخصص السراج مبلغ 6 مليارات في بداية الحرب وزعها على كتائبه كما أكدت التقارير الواردة من طرابلس جلب الوفاق لمرتزقة أجانب من أصحاب الخبرة طيارين وكفاءات أخرى –وقد قبضت قوات حفتر على طيارين من الإكوادور والولايات المتحدة وصربيا والبرتغال، كما أكدت تقارير أخرى تجنيد الوفاق للمهاجرين غير الشرعيين و للأطفال القصر.
هذا كما استعانت المجموعات الموالية للسراج بالمجموعات التشادية المسلحة ،تنظيم القاعدة الإرهابي دخل هو أيضا على الخط حيث نجد انه يسيطر على محور من محاور القتال غرب طرابلس –محور الخلطات –الوفاق استعانت كذلك بتركيا التي أرسلت الآليات وطائرات دون طيار، وأقامت أكثر من غرفة عمليات في طرابلس ومصراته .أكثر من ذلك وبحسب مصادر عسكرية من برقة وطرهونة فان قوات برية تركية تقاتل الى جانب الوفاق وتدافع تركيا الداعمة للإخوان عن ذلك الدعم بوجود اتفاقيات عسكرية مع المجلس الرئاسي .
تداخل الأدوار الخارجية
واقع ومشهد راهن جعل السراج الذي يملك صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة ضعيفا أمام قادة الميليشيات و يكاد لا يملك إي سلطة على بركان الغضب، حتى أن بعض تلك القيادات يتواصل مباشرة مع الأطراف الخارجية الداعمة. فعلى سبيل المثال رأينا أن قائد إحدى المجموعات المسلحة يتحول إلى مطار معتيقة لاستقبال شحنة أسلحة و آليات قادمة من تركيا -40 مدرعة –وكان المفروض ان يأتي وزير داخلية الوفاق أو دفاعها أو حتى السراج نفسه لاستقبال الشحنة هذا في ما يتعلق بقوات السراج، أما قوات حفتر وباعتبار الاعتراف الدولي بأنه لديه فعلا مؤسسة عسكرية ورغم نقائصها فهي قريبة من الجيش النظامي، وباعتبار تخريج دفعات عديدة من الكليات والمدارس العسكرية وبالخارج –الأردن ومصر فانه لم يلجا الى جلب المرتزقة باستثناء بعض التقارير المتحدثة عن وجود قوة خاصة روسية . أما على مستوى التسليح فالمؤكد ان حفتر تحصل على منظومة دفاع جوي متطورة من روسيا و أسلحة أخرى فرنسية ويبقى اللغز المحير هو من أين جاءت أموال حفتر؟
ففي الوقت الذي نجد فيه الجانب المالي المخصص للحرب بالنسبة للسراج معلنا تقريبا، لم يكشف حفتر او محيطه عن مصادر الأموال لخوض هكذا حرب طويلة ومكلفة جدا.
بقطع النظر عن ميزانية الحرب بالنسبة للقائد العام للجيش فانّ الثابت والمؤكد أنّ المقاتلين في صفوف الكرامة بمختلف رتبتهم لا ينتظرون أموالا غير راتبهم الشهري وهو الحال المعتاد في الجيوش النظامية، هؤلاء يرفعون شعار تحرير طرابلس من الميليشيات والإرهاب ويؤكدون أن القائد العام حفتر لا يسعى الى الحكم بينما يرى الطرف المدافع عن طرابلس ان حفتر متمرد ويسعى لعسكرة الدولة والانقلاب على الدولة المدنية .