و كان غسان سلامة وبعد فشل تطبيق تفاهمات تونس أعلن عن طرح خارطة طريق تشمل 3 نقاط وهي وقف الحرب وإنشاء حكومة موحدة وإجراء انتخابات عامة .
في ظل تلك المبادرة تطورت الأحداث نحو الأسوإ من خلال إطلاق عملية طوفان الكرامة والهجوم على طرابلس، هجوم برره القائد العام للجيش بانقلاب السراج على اتفاق أبو ظبي وسيطرة الميليشيات على القرارات السياسية للمجلس الرئاسي، هذه التطورات انعكست على المواقف الدولية حيال رؤية الحل بمزيد من الانقسام . انقسام وصل إلى مجلس الأمن الدولي الذي فشل في 7 جلسات حول ليبيا في إصدار قرار يدين هجوم حفتر، بلغ الهجوم شهره السادس ورغم النداءات الصادرة من هنا وهناك لوقف الحرب أولا لدواع إنسانية وثانيا للعودة لطاولة الحوار فإنّ شيئا من ذلك لم يتحقق. وظهر بالكاشف بأنّ القوى الكبرى وأساسا الولايات المتحدة وروسيا أضحت متأكدة وعلى ضوء التقارير بان الجيش الليبي يحارب الإرهاب وعصابات الجريمة وأن المجموعات التي تقاتل تحت غطاء حكومة الوفاق منها عناصر مطلوبة دوليا و إرهابية وأنّ عدة محاور قتالية تابعة للسراج تتكون من مقاتلين من تنظيم القاعدة بقيادة أبو عبيدة الزاوي إلى جانب تواجد مجموعات من المعارضة التشادية و شكوك في وصول مقاتلين من ادلب السورية عبر تركيا .
ضغوطات داخلية
من هنا انطلقت الضغوطات على السراج كي يتخلى عن تلك المجموعات لكنه عجز عن ذلك . ويرى مراقبون بان المجتمع الدولي و الأمم المتحدة لن يتسامحا مع السراج وأن الاجتماع ألتشاوري المتوقع انجازه على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة سوف يصدر عنه موقف داعم للقيادة العامة ومزيد من الضغط على حكومة الوفاق، ولربما شملت قائمة العقوبات الدولية أسماء جديدة من جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة وقادة عصابات التهريب .
إلى ذلك أشارت مصادر إعلامية سعودية إلى أن احد الملفات التي سوف يناقشها ولي العهد محمد بن سلمان لدى زيارته الحالية للولايات المتحدة مع الرئيس ترامب ومع وزير الخارجية وأعضاء من الكونغرس ومجلس النواب, الملف الليبي وكيفية إقرار تسوية سياسية تنهي الفوضى وتحارب الإرهاب والتطرف، علما بان الموقف السعودي ثابت منذ بداية الأزمة السياسية في 2014 و يتمثل في رفض التدخل الخارجي ووقف الاقتتال و محاربة الإرهاب و دعم خطة الأمم المتحدة .