الهجمات ضد منشآت «أرامكو» السعودية: حلقة جديدة في سلسلة الصراع الأمريكي الإيراني في الشرق الأوسط

أثار الهجوم الذي تبنته جماعة الحوثي اليمنية ضد أهم المنشآت النفطية السعودية يوم الجمعة الماضي مواقف دولية وإقليمية حادة واتهامات

أمريكية واضحة طالت الجانب الإيراني حيث اتهمت إدارة الرئيس دونالد ترامب حكومة طهران بالوقوف وراء الهجوم الذي كان مفاجئا لاستهدافه إحدى المنشآت النفطية الحيوية في المملكة العربية السعودية .

وأثار الهجوم ردود فعل عربية ودولية حادة باعتبار الأهمية البالغة التي يحملها موقع محطة «بقيق» المستهدف وهي المحطة الأكبر لمعالجة النفط، والذي تديره شركة أرامكو» المملوكة للدولة السعودية، هذا كما استهدفت الهجمات أيضا حقل «خريص» القريب من الحدود اليمنية وهو أيضا من المواقع الهامة والحيوية لا فقط للاقتصاد السعودي أو الخليجي بل أيضا للإقتصاد الدولي. لذلك تراوحت المواقف الدولية وخاصة الأمريكية منها بين الاتهام الصريح لإيران والتّهديد برد «صارم». وأفاد ترامب أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة حليفتها السعودية بعد الهجمات التي تسببت في ارتفاع أسعار النفط العالمية. وقال «لا أسعى للدخول في نزاع، لكن أحيانًا عليك القيام بذلك. كان الهجوم كبيراً جداً لكن قد يتم الرد عليه بهجوم أكبر بكثير». واعترفت جماعة «الحوثي» أو «أنصار الله» كما تسمي نفسها بمسؤوليتها عن الهجوم الأخير، إلاّ أنّ الولايات المتحدة تصر على أن إيران هي المسؤولة رغم نفي السلطات في طهران.

هذا التهديد الأمريكي اعتبره مراقبون حلقة جديدة في حلقات النزاع الدائر بين واشنطن وحلفاءها خصوصا الرياض من جهة وإيران من جهة اخرى ، والذي بدأت حدته في التصاعد منذ تولي دونالد ترامب الحكم ليعلن في البداية بشكل مفاجئ انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني ليثير جدلا دوليا واسعا تنديدا بالخطوة التي أطاحت بجهود سنوات من المفاوضات الشاقة في عهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

ردود أفعال حادة
وعلى صعيد ردود الأفعال طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أطراف النزاع في الخليج بتهدئة التوترات الحالية.وقال أمس الثلاثاء: «أي إخلال بالإمداد العالمي للطاقة يثير قلق حلفاء الناتو بوضوح»، مناشدا كافة الأطراف تجنب المزيد من الحوادث، التي من الممكن أن تمثل تهديدا خطيرا على الأمن الإقليمي، مضيفا أن الناتو يراقب التطورات عن كثب. في الاثناء قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه اتفق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس الثلاثاء على ضرورة العمل مع الشركاء الدوليين لصياغة رد فعل جماعي على الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط سعوديتين يوم السبت.وأضاف المتحدث أن الزعيمين اتفقا أيضا على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة وعبرا عن التزامهما بنهج مشترك تجاه إيران التي يتهمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمسؤولية عن هذا الهجوم.

وتُعدّ اليمن منذ سنوات ساحة حرب إقليمية تضمّ أطرافا داخلية وأخرى خارجية إذ تتصارع قوات الشرعية في صنعاء ضد جماعة ‘’الحوثي’’ المدعومة من إيران والتي نفذت انقلابا منذ سنوات ، تم إثره تشكيل تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية بدعم أمريكي ضدّ الحوثيين .ولطالما اعتبر متابعون للشأن الإقليمي أنّ الملف اليمني لطالما كان ورقة ضغط أمريكية خليجية سعودية بالتحديد ضدّ إيران المعروف أن جماعة ‘’الحوثي’’ ذراعها العسكري في اليمن.

ومنذ ذلك الحين تواجه السعودية التي تقود تحالفا عربيا في اليمن هجمات متفرقة بين الحين والآخر تنفذها جماعة الحوثي ضد مناطقها الحدودية في اغلب الأحيان، إلاّ أن الهجوم الأخير الذي استهدف السبت المنشآت النفطية كان الأخطر إقليميا ودوليا.

فعلاوة على النتائج الاقتصادية الملحوظة التي شهدها الاقتصاد العالمي وارتفاع اسعار النفط على الصعيد الدولي ، أعادت الهجمات الأخيرة إلى الواجهة خيار التصعيد العسكري الأمريكي الخليجي ضدّ طهران وما يمكن أن ينجرّ عن ذلك من تزايد احتمالات حدوث تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، وأدت إلى ارتفاع أسعار النفط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115