غير مسبوقة منذ بدء هذا الصراع بين الحوثيين ومن يدعمهم من جهة والدول الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة اخرى.
وبحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين فإن طائرات مسيرة تعمل بمحركات عادية ونفاثة نفذت الهجمات على منشأتي أرامكو في بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية في المملكة، وذلك ردا على الحرب الدائرة في اليمن.
من شأن هذه الضربة ان تؤثر على الأسواق العالمية للنفط خاصة ان أضرارها الاقتصادية المباشرة ستؤدي الى ارتباك في انتاج النفط السعودي قد يستمر لعدة أشهر. مما قد يدفع البعض الى استخدام مخزونها النفطي، وهو ما سيؤثر على الدول المستوردة ويرفع أسعار النفط عالميّا. وأقرت شركة «أرامكو» بأن الهجمات خفّضت إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يوميًا.
واللافت هو تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد خلاله أن الولايات المتحدة عازمة على دعم حلفائها، وذلك بعد الهجوم ، إلا أنه لفت في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى نفط وغاز الشرق الأوسط.
فالمعلوم ان ما يحدث في المنطقة هو في جزء منه صراع على الطاقة والموارد النفطية في الشرق الاوسط ...وكذلك حروب للسيطرة على مضيق هرمز بكل ما يمثله من اهمية استراتيجية وجيوسياسية...
ولئن زادت هذه الضربة من التخوفات من امكانية حدوث أي تصعيد محتمل في المنطقة خاصة بعد اتهام واشنطن لإيران بالوقوف خلفه..الا ان المتابع للسياسات الامريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب خاصة فيما يتعلق بخصومها وأعدائها الدوليين المعلنين مثل كوريا الشمالية يدرك ان سياسته تقوم على الصفقات وعلى المصالح . فموقف الرئيس الامريكي بدا أكثر لينا مع طهران خلال المدة الأخيرة بالمقارنة مع تصريحاته النارية خلال العام الفارط. ولجأ الى الغاء ضربة كانت مقررة ضد ايران في اطار استراتيجيته الجديدة مع ايران . لذلك يستبعد مراقبون من ان تؤدي الهجمات الحوثية الجديدة الى تصعيد الموقف الامريكي او اللجوء الى أي رد عسكري محتمل... ولكنها ستزيد حتما من التوتر الدائر في العالم العربي.