بقيادة فايز السراج، وتؤكد تقارير إعلاميّة أنّ ‘’المعركة الكبرى’’ لتحرير طرابلس باتت قريبة جدا وفق تصريحات مقربين من المشير حفتر وأيضا في ظلّ الاستعدادات الحثيثة والتعزيزات العسكرية الضخمة التي تعتمدها حكومة السراج.
وقال مصدر عسكري إن ثلاثة عناصر بينهم قياديان من قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) قتلوا يوم أمس الأول الجمعة في ضربة جوية بطائرة مسيرة نفذتها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا على مدينة طرهونة. في حين أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية، أول أمس من تدمير غرفة العمليات الرئيسية لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بقاعدة الجفرة الجوية (وسط)، ومقتل 6 ضباط أجانب كانوا موجودين فيها. جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، محمد قنونو، نشره المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب» العسكرية عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك».
وتشهد ليبيا صراعا مسلحا عنيفا بين ما يسمي بالجيش الوطني الليبي وقوات الوفاق التابعة للحكومة المعترف بها دوليا ، وتتزايد المخاوف المحلية والدولية من خطورة اندلاع حرب أهلية كبرى في ليبيا ،رغم أن التقارير والدراسات تؤكد أن المشهد اقرب ما يكون إلى الحرب الأهلية لكنها لم تشمل كافة المناطق الليبية وتنحصر في بعض المدن التي تعيش منذ مدة طويلة صراعا واشتباكات مسلحة على غرار طرابلس ومصراتة وصبراتة والزاوية وبنغازي وغيرها من المدن.
وتزايدت في الآونة الأخيرة حدة الاتهامات المتبادلة بين حفتر والسراج رغم محاولات دولية وإقليمية لتقريب وجهات النظر ، إلاّ أنّ الفترة الأخيرة شهدت صداما عنيفا بين الجانبين خصوصا بعد اتهامات خطيرة وجهها الجيش لتركيا بالتدخل في الشأن الداخلي الليبي وأيضا إعلانه عن إسقاط سلاح الجو لـ3 طائرات تركية مسيرة .
من جهته قلل اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم قوات مايسمى بالجيش الوطني الليبي، من خطورة مدينة مصراتة باعتبارها قاعدة للإخوان(200 كيلومتر شرق العاصمة) أو كونها تمثل عقبة أمام تقدّم قوات الجيش نحو طرابلس. وقال في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط الصادرة أمس السبت» إن القيادة العامة حين تخطط لمعركة بحجم»تحرير العاصمة، تستعد لكل الاحتمالات والتهديدات، التي يمكن أن تواجهها خلال تقدمها الميداني وبكافة المحاور، وبالتالي لا توجد أمامها خطوط حمراء أو مناطق عصية على الاختراق، ولا تعترف أصلا بتلك المسميات».
نسف الحل السياسي
ورغم الدعوات المتتالية الصادرة عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا ومصر والإمارات لخفض التصعيد فورا ووقف القتال الحالي في ليبيا، تتزايد وتيرة الاقتتال بين أطراف الصراع الليبي مما يجعل من الحديث عن نجاح وساطة أممية أو دولية في هذا السياق أمرا بعيد المنال خاصة في ظل تزايد وتيرة الاقتتال وتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية وتدهور أزمة المهاجرين.
ويرى مراقبون أن فشل التوصل إلى هدنة في ليبيا سببه محلي ودولي إذ لا تعد أطراف القتال المُسبّب الوحيد لهذا الفشل بل أيضا تضارب المواقف والاستراتيجيات بين الدول المتدخلة في الملف الليبي على حد سواء. فعلى المستوى الرسمي لا تكف عن دعوة الفرقاء الليبيين إلى الحوار، وفي السر تتحدث التقارير عن المساعدات العسكرية التي يتلقاها أمراء الحرب في ليبيا من حلفائهم الخارجيين لتدعيم مواقعهم في الداخل .
ويرى البعض أن التطورات العسكرية الميدانية وما تشهده ليبيا من أجواء شبيهة بأجواء الحرب الأهلية، كانت سببا في نسف الحل السياسي وتعديل عجلة العملية السياسية برمتها.