أحد أهم المستشارين المقربين منه والمعروف بعدائه الشديد لإيران .وتأتي هذه الإقالة ضمن باب التكهنات حول سياسة ترامب تجاه إيران علما وان تعيين بولتون في هذا المنصب كان ضوءا اخضر منه لبدء سياسة أكثر حدة فيما يتعلق بالعلاقات بين الجانبين الأمريكي والإيراني .
ورغم أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال بعد يوم من إقالة مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، إنه كان «كارثة» في التعامل مع ملف كوريا الشمالية و«خارج السياق» فيما يتعلق بفنزويلا ولم يكن على توافق مع مسؤولين على قدر كبير من الأهمية.وأضاف ترامب في حديثه مع صحفيين بالبيت الأبيض أمس الأول، أنّ بولتون ارتكب أخطاء منها الإساءة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عندما طالبه بأن يحذو حذو «النموذج الليبي» ويسلم كل أسلحته النووية.
يشار إلى أن تعيين جون بولتون كمستشار للأمن القومي الأمريكي قابلته ردود فعل عنيفة خاصة على الصعيد الداخلي في الولايات المتحدة ، لما عرف به الرجل من مواقف عدائية ضد إيران . واعتبر مراقبون بعد تعيينه كمستشار أن العلاقات الأمريكية الإيرانية دخلت نقطة تصعيد دون عودة وهو بالفعل ما اتسمت به فترة توليه هذا المنصب.
ويرى متابعون للشأن الداخلي الأمريكي أنّ أحد أهم أسباب الإطاحة ببولتون من منصبه هو تراجع حدة خطاب ترامب تجاه ايران وأيضا ظهور ليونة في موقفه السابق الذي كان رافضا في البداية اية بوادر للحوار في حين لم يستبعد ترامب خلال قمة الـ7 الأخيرة أن يلتقي نظيره الإيراني حسن روحاني. واعتبرت وسائل إعلام أن هذه الخطوة كانت القطرة التي أفاضت الكأس وزادت من تضارب المواقف بين ساكن البيت الأبيض وإدارته وبالخصوص مستشار الأمن القومي جون بولتون. وسئل ترامب عما إن كان سيفكر في تخفيف العقوبات عن إيران من أجل عقد اجتماع مع رئيسها حسن روحاني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر فأجاب «سنرى ما سيحدث».
تداعيات مرتقبة
ورغم أن اغلب الأراء اعتبرت أنّ ملف إيران هو السبب الأهم في تخلّي ترامب عن حليفه بولتون ، في حين قال ترام بأنّ بولتون فشل في عدة ملفات منها الملف النووي الكوري الشمالي وأيضا الأزمة الأمريكية مع فنزويلا وأيضا الوجود الأمريكي.
وتتجه الأنظار اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسط ترقب لمن سيخلف بولتون خصوصا وان المرشحين كثر. ومن بين الأسماء التي يرشحها الإعلام الأمريكي وزير الخارجية مايك بومبيو وسط أنباء أن إدارة البيت الأبيض تدرس منح بومبيو مسؤولية مجلس الأمن القومي بالإضافة إلى مهامه خلفا لجون بولتون، وإذا ماتمّ التوافق حول هذه الخطوة ستكون المرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بعد وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر الذي جمع المنصبين في آن واحد.
ومن بين الشخصيات الأخرى المرشحة لخلافة بولتون كيث كيلوغ مستشار السياسة الخارجية لمايك بنس نائب الرئيس.وإلى جانب الجنرال المتقاعد كيلوغ تضم القائمة أيضا برايان هوك مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لإيران وريك واديل النائب السابق لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض.
وقال السناتور الجمهوري، لينزي غراهام، الذي يحظى بثقة ترامب في برنامج «تقرير خاص» لقناة «فوكس نيوز» تلك هي الأسماء، التي تحدث معي الرئيس بشأنها».ويقول أشخاص داخل وخارج البيت الأبيض إنه بعد فترة السبعة عشرة شهرا، التي أمضاها جون بولتون في المنصب، يرغب ترامب في اختيار شخص يستطيع العمل معه بسهولة.
كما تداولت وسائل اعلام أن مستشار الرئاسي لشؤون الرهائن، روبرت أوبراين، أيضا هو من بين المرشحين لخلافة بولتون.