فقد اعتبرتها السلطة الوطنية الفلسطينية بمثابة عدوان فيما قال الدبلوماسي الفلسطيني، صائب عريقات، إن مثل هذا التحرك يعتبر بمثابة «جريمة حرب» من شأنها أن «تدفن أي فرصة للسلام». واعتبر الاتحاد الاوربي ان مشروع الضم الذي اعلنه نتنياهو يقوض فرص السلام في المنطقة ...فيما اقتصر الرد العربي على مجرد بيان صادر عن وزراء الخارجية العرب عقب ختام الدورة العادية الـ152 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة. ولم يشر البيان الى اية تحركات عربية قادمة لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية المتواصلة والتعدي الاسرائيلي على الحقوق الفلسطينية .
والمعلوم ان منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت تشكل حوالي ثلث الضفة الغربية. وقد احتلت «إسرائيل» الضفة الغربية، إلى جانب القدس الشرقية وغزة ومرتفعات الجولان السورية، في حرب جوان عام 1967.
صحيح ان تصريحات نتنياهو لا تعدو ان تكون اكثر من دعاية انتخابية من أجل كسب أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المقررة الثلاثاء القادم ، وخاصة اليمين المتطرف من خلال محاولة استمالة هذا الشق من الناخبين عبر وعوده بان الأجراء سيطبق «على الفوز» في حال فوزه ، إلا أنّ هذه التصريحات هي من الخطورة بمكان وتؤكد بان أطماع الاسرائيليين في فلسطين والمنطقة لا تتوقف عند حد ، وان لا حل أو سلام يمكن ان يتحقق مع هذا الكيان الذي يعتبر قادته ان الاعتداء على الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني هو حق مكتسب ...ولئن كانت تصريحات نتنياهو هي مجرد وعود انتخابية إلا أنها أيضا تكشف الجو العام الملبد بفوضى الحروب والانقسامات والمحاور في المنطقة والذي يشجع الاسرائيليين على إصدار هكذا تصريحات وأيضا على قضم المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات الاسرائيلية دون حسيب ولا رادع وبضوء اخضر أمريكي .
والمؤسف أن هذا التطهير العرقي الذي يقوم به الاسرائيليون يتزامن مع حملة غير مسبوقة من قبل بعض أنظمة المنطقة التي تتهافت للتطبيع مع الصهاينة بكل ما يمثله ذلك من غدر وطعنة للقضية الفلسطينية ولتراب فلسطين النقي. ولكن المقدسات الفلسطينية لها شعب يحميها ولا يتنازل عن أي شبر منها . هذا الشعب مستعد للتضحية بكل شيء من اجل إنهاء هذا الاحتلال بكل بشاعته ومجازره حتى لو كان التيار الرسمي العربي يسير عكس إرادة الفلسطينيين ويتماهى مع السياسات الأمريكية والصهيونية في المنطقة.