اكد الناشط الحقوقي الليبي جمال مبروك رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية لـ «المغرب» انه يجب ان يكون التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من المنظور الانساني والأخلاقي وعدم تسييسه من كافة الاطراف ذات العلاقة. واضاف ان هذه الظاهرة ارهقت ليبيا، مشددا على ضرورة عدم ترك هذا البلد وحيدا في مواجهة ظاهرة عالمية اجبر على ان يكون احد اطرافها بحكم موقعه الجغرافي. واكد ان لا تسوية في ليبيا دون ابعاد كل التدخلات الخارجية . وقال انه من المفترض ان تقوم منظمات المجتمع المدني في ليبيا بدور فاعل ومؤثر في الاحداث الجارية في ليبيا وان تدخل في وضعية تنافسية مع القبيلة.
• اين وصل ملف الهجرة غير الشرعية في ليبيا؟
يظل ملف الهجرة من الملفات المهمة والتي تحظى باهتمام ومتابعة خاصة من الاتحاد الاوروبي والذي يبدو انة كثف من ضغوطه على السلطات الليبية المعنية. فمنذ ايام قليلة صدر قرار من وزير الداخلية الليبي بحكومة الوفاق باغلاق «3»مراكز ايواء شملت مراكز مصراتة والخمس وتاجوراء....وتوجد تسريبات مفادها صدور تعليمات بعدم قبول مهاجرين مستقبلا في كافة مراكز الايواء. وان النية تتجه الى اغلاق جميع المراكز. ولكن يبقى السؤال المطروح. ماهي بدائل مراكز الاحتجاز التي تحمي المهاجر من الانتهاكات التي قد يتعرض اليها وهو خارجها. خاصة وان البلاد لا تزال في حالة عدم استقرار على المجتمع الدولي ايضا مسؤوليات والتزامات وتعهدات يجب الالتزام بها من خلال الاتفاقيات الموقعة والمصادق عليها سابقا...ويثير ملف الهجرة تجاذبات سياسية خاصة في دول اوربا فموضوع توزيع الحصة بين الدول الاوربية والتي تنادي به ايطاليا لايزال محل خلاف واختلاف بينها.. منع ايطاليا قبول مهاجرين من سفن الانقاذ يمثل نقطة خلاف ويعتبر كذلك انتهاكا صارخا لحقوق الانسان في التنقل. ثم ان امر اعادتهم الى ليبيا –رغم انها تعاني مشاكل كثيرة ووضعا امنيا غير مستقرا يجعلها غير آمنة للاجئين . ونحن نضع كل هذه المحاولات في اطار انتهاك حقوق المهاجرين.
• الى اي مدى بات هذا الملف مثار تجاذبات سياسية... وكيف يمكن ابعاد هذا الملف الانساني عن النزاع الحاصل؟
من الضروري ان يتم التعامل مع هذا الملف بالمنظور الانساني والاخلاقي وعدم تسييسه من كافة الاطراف ذات العلاقة. فاذا كانت الهجرة غير الشرعية اقلقت اوروبا فانها ارهقت ليبيا، ويجب ان لا تترك ليبيا وحدها في مواجهة ظاهرة عالمية اجبرت على ان تكون احد اطرافها بحكم موقعها الجغرافي.
• الى اين تسير الاوضاع في ليبيا وما مستقبل التسوية حسب رأيكم؟
الاوضاع تزداد سوءا منذ اندلاع الحرب الاخيرة التي بدأت يوم 4 افريل ومستمرة الى حد الآن والتي نتج عنها مقتل اكثر من الف شاب وجرح الآلاف ونزوح عشرات الالاف .وانعدام السيولة وانقطاع الكهرباء والمياه الأمر الذي جعل المواطن يعيش في وضعية سيئة جدا. وللوصول الى تسوية لابد من اتفاق الاطراف الليبية على ابعاد التدخلات الخارجية.
• ما ابرز اهداف منظمتكم ومشاريعها وبرامجها القادمة؟ وكيف ترون دور منظمات المجتمع المدني الليبية في الوقت الراهن في تجنيب ليبيا ويلات الانزلاقات الراهنة؟
منظمة التعاون والإغاثة العالمية ومنذ تأسيسها تسعى لتحقيق اهداف انسانية سامية من خلال المساهمة في نشر وتعزيز ثقافة المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الانسان، والتأكيد على اهمية تقديم الدعم والمساندة للفئات الضعيفة ومن بينها المهاجرون واللاجئون ودعم ومساندة حقوق الاقليات واحترام حقوق الانسان ونحن نعتبر المنظمة مشروعا انسانيا..
ومن المفترض ان تقوم منظمات المجتمع المدني في ليبيا بدور فاعل ومؤثر في الاحداث الجارية وان تدخل في وضعية تنافسية مع القبيلة. فلكل منهما دور لكن القبيلة هي التي تقوم بدور المجتمع المدني ولكن حسب مفهومها وانتمائها . واذا ما استعرضنا عدد مؤسسات المجتمع المدني المسجلة والمتحصلة على اذن مزاولة نشاط نجد عددا لا بأس به. واذا ما اردنا ان نتعرف على ما قامت به لا نجد لها أي دور مع حجم ما تعانيه وما تمر به البلاد..المجتمع المدني يجب ان يكون له دور رئيسي بالمساهمة الفاعلة في حلحلة الكثير من الاشكاليات القائمة. وبالنسبة لمنظمة التعاون والإغاثة العالمية فقد بدأت في اعداد خطة عملها للسنة القادمة 2020 وتشمل دراسات وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية في مجالات حقوق الانسان والعمل الانساني. اما الدراسات المقترح تنفيذها للسنة القادمة فتتركز بالأساس على دراسة الكراهية والعنف ضد المهاجرين، وحول ايجاد بدائل للاحتجاز.