وتعيش ليبيا في الآونة الأخيرة تصعيدا عسكريا في العاصمة طرابلس والمدن القريبة منها بين مايُعرف بالجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر وحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.
وتأتي هذه الخطوة الصادرة عن حكومة السراج في ظل التصعيد المستمر والإستهدافات المتكررة لمنشات عمومية ليبية وفي بعض الأحيان أممية أو دولية من مستشفيات ومقرات تابعة لمنظمة الأمم المتحدة ومدارس وغيرها. وتتضارب الأنباء والتقارير حول الجهة الضالعة في الغارات التي تستهدف هذه المنشات وسط اتهامات متبادلة بين ما يعرف بالجيش الوطني وحكومة الوفاق.
وتأتي هذه المناشدة في ظل استهدافات متكررة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمطار معيتيقة الدولي، المدني الوحيد العامل في العاصمة طرابلس.وطالبت الوفاق» المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة من يستهدف المنشأت المدنية، وإدراجه على قائمة العقوبات الدولية، ردعا له ولغيره عن ارتكاب مثل هذه الافعال وضمانا لسلامة وحماية المدنيين».
ومنذ بداية شهر افريل الماضي، تعيش العاصمة طرابلس حيث تستقر حكومة الوفاق، معارك واشتباكات مسلحة عنيفة بعد شن قوات حفتر المعروفة بقوات الجيش الليبي هجوما للسيطرة على العاصمة بعد عمليات كر وفر خلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى علاوة على الخسائر المادية الضخمة في نهاية الأسبوع المنقضي اتهمت حكومة الوفاق، قوات حفتر، بقصف مطار معيتيقة، بالتزامن مع وصول طائرة للحجاج، مما خلف عدة مصابين من بينهم أطفال.
ووفق تقرير صادر عن وزارة داخلية الوفاق قالت الوزارة أن مطار معيتيقة تعرض لأكثر من 11 هجوما منذ يوم 21 جوان الماضي، وذلك بعد القصف الصاروخي الأخير الذي تعرض له المطار فجر السبت الماضي.
اتهامات متبادلة
وخلّفت المواجهات العسكرية بين قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج أكثر من 250 قتيلا ومئات الجرحى ، في أعنف مواجهات ميدانيّة تشهدها العاصمة طرابلس في الاشهر القليلة الاخيرة . ورغم الجهود الاقليميّة والدولية لتقريب وجهات النظر بين أطراف حرب طرابلس،يتمسك طرفا الاقتتال بالتصعيد العسكري. اذ يعتبر قائد الجيش الليبي خليفة حفتر أن قواته تسعى لدحر الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة في حين يرى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج أن الخطوة التي أقدم عليها السراج تعتبر تعدّيا صارخا على صلاحيات حكومته وتحمل في طيّاتها مطامع أخرى.
وأماطت المواجهات الأخيرة في طرابلس اللثام عن حجم المواجهة المباشرة بين قائد عام الجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج ، مع العلم أنّ العلاقة بين الطرفين لم تكن متقاربة إلاّ أن الاجتماعات المتتالية بين الطرفين سواء في فرنسا او في ابو ظبي حملت امالا بحصول تقارب في وجهات النظر بين الطرفين. كما تظهر مذكرة التوقيف التي أصدرها المدعي العام العسكري في حكومة الوفاق الوطني ضد المشير خليفة حفتر والتي تظهر عمق الخلاف بين طرفي النزاع في ليبيا.وينص أمر المدعي العام العسكري على القبض على حفتر وستة من ضباطه بتهمة شن غارات جوية على منشآت وأحياء مدنية ويأتي هذا القرار ردا على مذكرة توقيف أصدرها «الجيش الوطني الليبي» التابع لحفتر في 11 افريل الجاري ضد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومسؤولين حكوميين آخرين في حكومته.
ويرى متابعون للشأن الليبي أن الحرب التي تعيش على وقعها العاصمة الليبية طرابلس ساهمت في وأد أفق الحلول السياسية المؤجلة منذ مايفوق عن 8 سنوات.وساهمت المواجهات العسكرية في طرابلس في تأجيل الملتقى الوطني الجامع بغدامس الذي كان من المزمع انعقاده في الشهر الجاري
وفشل مجلس الأمن الدولي في وضع استراتيجية تطالب الأطراف المتقاتلة بوقف اطلاق النار والجلوس الى طاولة التفاوض من جديد ، وفق مشروع قرار قدمته بريطانيا يدعو الى تبني الية مشتركة لوقف الاقتتال المستمر في ليبيا .
ويرجع مراقبون ان دعوة السراج لإدانة أممية للقصف الذي يستهدف المنشات محاولة منه لإعادة الملف الليبي أو بالخصوص ملف معركة طرابلس إلى الحضن الأممي الدولي وسعيا منه لاكتساب دعم إضافي ومظلة شرعية دولية لمواجهة تقدم مايعرف بالجيش الوطني الليبي.