فلسطين المقدسة، مهد الحضارات والديانات ومسرح جنود للصدامات والنزاعات القديمة العهد وموطن للذاكرة التاريخية ومقصد للحجة التي لا نهاية لها»
افتتحت روسيا أول قنصلية لها في فلسطين سنة 1820 في مدينة يافا. ولكنها نقلتها الى بيروت سنة 1839 ، وأصبح اسمها القنصلية العامة الروسية لسورية وفلسطين.وفي العام التالي افتتحت لها أول قنصلية في القدس منذ عام 1976، افتتحت في موسكو ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم سفارة بعد إعلان الإستقلال الفلسطيني عام 1988، حيث كان جميع الممثلين الفلسطينيين في موسكو «فوق العادة وكاملي الصلاحيات» وكذلك الممثلين الروس لدى منظمة التحرير الفلسطينية.
لقد عرف الروس الشرق الأوسط وسكانه منذ زمن بعيد، وكانت لديهم معلومات عن المستعمرات الاغريقية سوروز وخيرسونيس، هذه العلاقات سبقت امتداد المسيحية الى روسيا.. وبعد قبول المسيحية ديناً في سنة 988م، ترسخت علاقات روسيا بالشرق، واندفع الكثيرون من سكان روسيا نحو الشرق، وخاصة للحج الى الديار المقدسة.
وقد ظهرت العلاقات القوية الى حيز الوجود ابتداء من افتتاح الجمعية – الروسية – الفلسطينية في 21 /5 /1882م.. حيث كان من اهم الاهداف لانشاء هذه الجمعية في فلسطين في القرن التاسع عشر: خدمة المصالح السياسية والاقتصادية للامبراطورية الروسية القيصرية.
فالقيصر الروسي الكسندر الثالث صادق على تأسيس الجمعية وطمح موظفوها الحكوميون لرؤية الجمعية بوقاً دعائياً ينشر ايديولوجية وسياسة الامبراطورية الروسية في قلب الشرق الاوسط. فالجمعية كانت عبارة عن مؤسسة حكومية تتلقى المساعدات والتمويل من الحكومة. وعلى الرغم من محاولة بعض نشيطي الجمعية فصل نشاطها عن الحكومة، الا ان مصالح الامبراطورية الروسية هي التي حددت نشاط الجمعية.
ولاحقاً... ترجمت روسيا الاتحادية (الاتحاد السوفيتي سابقاً) علاقاتها مع فلسطين على ارض الواقع, بافتتاحها اول ممثلية فلسطينية على اراضيها عام 1976م, وكان يترأسها في ذلك الحين العميد محمد ابراهيم الشاعر (رحمه الله) أول ممثل فوق العادة لمنظمة التحرير الفلسطينية (1976 – 1982م) .
كانت العلاقات الرسمية، في ذلك الوقت مرتبطة مع لجنة التضامن الافرو – اسيوي ومنذ عام 1982 – 1990م اصبحت العلاقة الرسمية مرتبطة مباشرة مع وزارة الخارجية،فاعترفت روسيا – الاتحاد السوفيتي سابقاً – باعلان دولة فلسطين في 19/ 11 /1988م.
فالعلاقات الوطيدة لم تتوقف هنا ، ففي يوم 10 / 1 /1990م اعلنت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) رفع مستوى تمثيل ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية الى درجة سفارة وقالت وكالة «تاس» ان موسكو «ستعين سفيراً لها فوق العادة لدى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية» كما أن السيد نبيل عمرو كان أول سفير فوق العادة لدولة فلسطين في موسكو حيث اعتمد بتاريخ 21 /2 /1990م.
واليوم فان قيادة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تولي العلاقات مع روسيا الاتحادية اهمية خاصة، بإعتبار ان الصديقة روسيا الاتحادية عضو دائم في مجلس الامن الدولي .
فالدبلوماسية الفلسطينية ذات الحيوية، تذكرنا دائماً وابداً بمقولة «مانو» اي قبل اكثر من الف سنة، عندما كتب في مجال القانون الدبلوماسي يقول: «الفن الدبلوماسي يتجلى في المهارة في تجنب الحرب وتدعيم السلم».
منبر: فلسطين وروسيا .. الموقف الروسي من القضية الفلسطينية على مدار عقود
- بقلم حنا عيسى
- 13:21 03/09/2019
- 1205 عدد المشاهدات
«هناك أماكن في العالم لا يمكنك أن تزورها دون أن تتأثر بها، وذلك نظراً لكثرة الكنوز الحضارية المتواجدة فيها.ومن هذه الأماكن أرض