من المنافسة يوم الأربعاء تاركا ترامب وحده في السباق نحو البيت الأبيض. مفاجأة انسحاب المرشحين اللذين تساندهما إدارة الحزب ضد ترامب أربكت أكثر من قبل الحزب الجمهوري الذي دخل مباشرة في عملية قيصرية لتوحيد الحزب حول مبادئ مشتركة مع مرشح عنيد لا يقاسمونه توجهاته المعلنة.
دخل دونالد ترامب التاريخ بانتصاره العريض في ولاية انديانا حيث حصل على 53 % من الأصوات مقابل 37 % لتاد كروز و9،7 % لجون كازيتش وأصبح دون منازع «المرشح المعين» للحزب الجمهوري قبل انعقاد المؤتمر الانتخابي لتعيين المرشح الجمهوري للرئاسية المقبلة. وذلك بالرغم من حملة «لا لدونالد ترامب» الذي قام بها بعض زعماء الحزب في محاولة لسد الطريق أمامه بمنعه من الحصول على أغلبية قبل المؤتمر الإنتخابي مما كان من المفترض أن يفتح لإدارة الحزب ، حسب القانون الداخلي، إمكانية تعيين شخص لم يشارك في السباق.
هزيمة المحافظين الجدد
نجاح دونالد ترامب هو في الحقيقة هزيمة نكراء لجناح المحافظين الجدد الذي يهيمن على الحزب. فبعد تمويل حملة ضد ترامب بعشرات الملايين من الدولارات وتجنيد قطاعات واسعة من السياسيين والصحفيين وأجهزة الإعلام في كل الولايات الأمريكية وجد المحافظون الجدد أنفسهم في التسلل أمام منافس شرس قادر على صنع خطاب سياسي متجدد متماش مع تطلعات شرائح عريضة من الأمريكان أصابتهم خيبة أمل عميقة بالسياسيين التقليديين من «أهل واشنطن» الذين احتكروا الشأن العام لفائدة الأغنياء واللوبيات.
وقد وجد الناخبون في دونالد ترامب المرشح الغني، الذي لا يحتاج أن «يبيع نفسه» لمراكز النفوذ، وهو الذي لا ينتمي الى أية فئة أو مجموعة.....