الغربية مع طهران منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق المثير للجدل بين إيران والقوى الغربية الست .واعتبر متابعون للشأن الدولي أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نجح خلال هذه القمة التي شهدت حضور زعماء العالم في تحقيق تقارب ولو جزئي في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الامريكية وايران. وشكل حضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في القمة حدثا مفاجئا للرأي العام الدولي خصوصا بعد فشل محاولات جمع الطرفين في مفاوضات بناءة .
ولئن لا يعدّ حضور ظريف في القمة اختراقا للأزمة بين بلاده والإدارة البيضاوية برئاسة دونالد ترامب ، إلا أنه خطوة نحو تقريب المواقف بعد أشهر طويلة من التعنت . واعتبر متابعون أن فرنسا عملت خلال قمة الدول السبع الصناعية على التمهيد لأرضية تفاوضية جديدة مع طهران رغم أن القمة في حد ذاتها لم تنبثق عنها اية انجازات تذكر بل على العكس فقد عرفت انقسامات وخلافات حادة زادت من توسيع الفجوة بين الدول المشاركة .
ولعل النجاح الفرنسي تمثل في إبداء طرفي الصراع استعدادهما للقاء والتباحث –رغم الشكوك حول نجاح ذلك- إذ طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني،أمس الثلاثاء، الولايات المتحدة بـ»اتخاذ الخطوة الأولى» من خلال رفع العقوبات عن إيران، وذلك غداة إبداء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لانفتاحه على عقد لقاء مع نظيره الإيراني.وقال روحاني، في خطاب أذاعه التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة: «الخطوة هي رفع جميع العقوبات. عليكم أن ترفعوا جميع العقوبات غير القانونية وغير العادلة والخاطئة ضد الأمة الإيرانية».وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه سيجتمع بنظيره الإيراني لإنهاء الأزمة المرتبطة بأنشطة طهران النووية.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي قبل أن يعود الى بلاده أنّه من الواقعية أن يعتقد بأن لقاء يجمعه بنظيره الإيراني قد ينعقد في الأسابيع المقبلة. ومن المقرّر أن يحضر الزعيمان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل.
واعتبر مراقبون للشأن الدولي أن زعماء أوروبا رغم الاختلافات التي طغت على القمة كانوا متفقين إزاء الملف النووي الإيراني وتشعّبات الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتداعياتها المتزايدة على الاقتصاد الدولي والمشهد السياسي في الشرق الأوسط.
الدور الفرنسي
وتقود فرنسا منذ فترة نوعا من الوساطة الحثيثة على مسار حلحلة الأزمة الإيرانيّة الغربية الأمريكيّة ، ويؤكد مراقبون أنّ ماكرون يسعى جاهدا لتحقيق اختراق في الملف الأشد تعقيدا في العالم ليحسب له كنجاح دبلوماسي غير مسبوق يخدمه على صعيد مسيرته السياسية وأيضا يعيد باريس إلى مجدها السابق وأوج عطائها على الصعيد الدبلوماسي الدولي. وكان حضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بياريتز حيث كانت تعقد قمة مجموعة السبع في حد ذاته نجاحا يحسب لإدارة الإليزيه .
وتأتي مشاركة ظريف في القمة الدولية في إطار جولة اسيوية يقوم بها ،واعتبر مراقبوان اشتراط ايران ضمانات قبل عقد أي لقاء تفاوضي مع الجانب الأمريكي امرا متوقعا خاصة في ظل العقوبات المتزايدة التي تفرضها إدارة دونالد ترامب ضد نظام روحاني . واعتبر روحاني في تعليق على إبداء أمريكا استعدادها للقاء بين ترامب وممثلي إيران أن «مفتاح التغيير الإيجابي هو بيد واشنطن»، مؤكدا «إننا لا نصنع قنبلة ذرية ليس بسبب تحذيراتكم بل بسبب معتقداتنا وأخلاقياتنا».
ويزيد التوتر والتصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وحلفاءهما سواء فيما يتعلق بالملاحة وتوترات المياه الخليجية او على صعيد العقوبات الاقتصادية والحرب الكلامية الدائرة بين البلدين ، يزيد كل ذلك من المخاوف والشكوك حول إمكانية تفجر المشهد وخروجه عن السيطرة في الشرق الأوسط والعالم على حد سواء.