الغارات الاسرائيلية على لبنان... هل دقت طبول الحرب بين حزب الله و«اسرائيل»؟

«ما حصل ليلة أمس لن يمر... ونحن أمام مرحلة خطيرة»... ذلك كان رد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على اسرائيل إثر سقوط

طائرتين في معقله جنوب بيروت. وبعد ساعات من توعد حزب الله بالرد، ضرب الاحتلال الاسرائيلي موقعا لفصيل فلسطيني موال لدمشق في شرق لبنان قرب الحدود السورية في غارات استهدفت سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا.. حيث مواقع عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة» ، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام . وتعتبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة فصيل فلسطيني موال لدمشق وقريب من حزب الله وايران.

وتسود حالة من الترقب والحذر في المنطقة بعيد هذا التصعيد الاسرائيلي الذي يعتبر اقوى اعتداء اسرائيلي تجاه لبنان وحزب الله منذ آخر حرب اندلعت بين لبنان واسرائيل عام 2006 . وقد تركزت الضربات الاسرائيلية خلال الاعوام الماضية على مواقع تابعة لحزب الله وايران في سوريا، ولكن يأتي هذا القصف الجديد لمناطق في لبنان ليؤشر على ان المنطقة ربما تدخل مرحلة جديدة أكثر خطورة من التصعيد لا احد يعرف الى اين يمكن ان تنتهي، وذلك في اطار محاولات اسرائيل اضعاف المحور الايراني وحلفاؤه وكذلك الابقاء على توازن الرعب لصالحها.

معادلات عسكرية جديدة
لقد اعتبر حزب الله هذه الغارات بأنها اول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006»، والتي انتهت بصدور القرار 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل وعزز من انتشار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. ويرى المحلل والكاتب السياسي اللبناني قاسم قصير في حديثه لـ«المغرب» ان الغارات الإسرائيلية في العراق وسوريا ولبنان هي محاولة إسرائيلية لإرساء معادلات عسكرية جديدة في مواجهة تصاعد دور محور المقاومة وضرب القوى التي تشكل تهديدا خطيرا للكيان الصهيوني ، وتأتي قبل اسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية من أجل تعزيز مكانة نتنياهو».
ويضيف بالقول :«لكن حزب الله اتخذ قرارا بالرد على استهداف عناصره في دمشق ومقراته في الضاحية الجنوبية ببيروت ونحن ننتظر طبيعة الرد ومكانه والرد الإسرائيلي». ويتساءل قصير :«هل سنكون أمام مواجهة محدودة أو تتجه الامور لحرب واسعة . ويؤكد أن جميع الأطراف ليس لها مصلحة من الحرب لكن الخوف من أن يؤدي تدحرج الأوضاع إلى معركة واسعة بحسب قوله» .

وقد توعد الحشد الشعبي العراقي، امس بالرد ايضا على الهجوم الأخير على أحد ألويته قرب الحدود مع سوريا غربي البلاد. واتهم الحشد الشعبي «إسرائيل» بالوقوف وراء الهجوم في القائم الذي أسفر عن سقوط 3 قتلى، مع وجود تغطية جوية من قبل الطيران الأمريكي للمنطقة. وكانت قد تعرضت 4 قواعد يستخدمها «الحشد» لتفجيرات غامضة خلال الاسابيع الماضية، في ظل تلميحات من إسرائيل بالوقوف وراء تلك الهجمات.

تغيرات استراتيجية
ولا يمكن ان نفصل ما يحدث عن الصراع الامريكي الايراني بشأن الملف النووي الايراني وقد جاء اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن مجموعة السبع موحدة بشأن إيران، خصوصاً بشأن الهدف المشترك المتعلق بضمان عدم حيازتها أسلحة نووية، في وقت شهدت فيه العلاقات الامريكية الايرانية تصعيدا غير مسبوق خلال الآونة الاخيرة. مما زاد من احتمالات الحرب في المنطقة .

ويبدو الوضع اليوم في لبنان والمنطقة امام مفترق طرق ...فطوال الاعوام الماضية كانت سوريا هي ساحة المعركة غير المباشرة بين ايران وحلفائها من جهة واسرائيل وحلفائها من جهة اخرى . لكن مع انتقال التصعيد العسكري الى لبنان ، فان ذلك يؤشر الى ان هناك تغيرات استراتيجية عميقة في اللعبة الاسرائيلية خاصة ان «اسرائيل» تشهد بعد اسابيع انتخابات جديدة . وقد دأب سياسيو وقادة الاحتلال قبل كل استحقاق انتخابي على اللجوء الى التصعيد العسكري سواء في غزة او في لبنان كأوراق وأدوات في معاركهم الانتخابية لربح اكبر قدر من اصوات الناخبين . كما ان عديد المراقبين يعتبرون ما يحصل يأتي في اطار سعي اسرائيلي لقياس رد فعل حزب الله لمعرفة مدى تطور طاقاته العسكرية خلال الاعوام الماضية . فالغارات التي اطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية ، تأتي في ظروف داخلية وإقليمية معقدة قد تؤدي إلى مواجهة أوسع في المدى المتوسط أو الطويل بينهما.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115