بعد تنصيب المجلس السيادي وتعيين رئيس الوزراء: السودان يخطو أولى خطواته نحو مسار المرحلة الانتقالية

أدى عبد الفتاح البرهان و9 من الشخصيات العسكرية والمدنية بالخرطوم، اليمين الدستورية لعضوية المجلس العسكري السيادي

للفترة الانتقالية في السودان كما تم تعيين رئيس للوزراء وهو عبد الله حمدوك ،وهي خطوة تباينت إزاءها ردود الفعل المحلية الدولية بين الترحيب والتشكيك.وبموجب الاتفاق التاريخي الموقع بين السودانيين سيتولى البرهان، رئاسة المجلس لمدة 21 شهرا، ثم يتولى الرئاسة بعده أحد الأعضاء المدنيين في المجلس 18 شهرا.
والعسكريون الذين أدوا اليمين هم، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، والفريق الركن شمس الدين الكباشي، والفريق الركن ياسر العطا، واللواء الركن إبراهيم جابر كريم.أما المدنيون فهم، حسن شيخ إدريس، والصديق تاور، ومحمد الفكي سليمان، وعائشة موسى، ورجاء نيكولا.
واعتبر مراقبون أنّ توقيع الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية (بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير) وتنصيب أعضاء المجلس السيادي،رغم ضبابية المشهد واستمرار الاضطرابات المخيمة على البلاد منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير ، خطوة نحو الأمام في مسار الانتقال الديمقراطي الذي يشهده السودان منذ شهر افريل المنقضي .

انتقال السلطة
فمنذ الإطاحة بحكم عمر البشير بعد مظاهرات شعبية ضخمة ، سادت مخاوف داخلية وأخرى خارجية خشية التفاف الجيش على المطالب الشعبية واحتكاره للسلطة إلى مابعد المرحلة الانتقالية مثلما حدث في دول عربية أخرى. فرغم الإطاحة بالبشير إلا أن المظاهرات والاحتجاجات الشعبية استمرت مطالبة بضمان مطالب المحتجين عبر الحصول على تعهدات من الجيش على التنحي بعد إكمال المرحلة الانتقالية.

وقبل أيام قليلة تم توقيع الاتفاق التاريخي بين المجلس العسكري والحركة الاحتجاجية المعارضة،ليحلّ محلّ المجلس العسكري الانتقالي الذي تولّى السلطة في أعقاب عزل البشير .ويرى متابعون أنّ المشهد الراهن والتطوّرات الأخيرة المتسارعة تضع السودانيين سلطة وشعب أمام مفترق تاريخي سيحدد وجهة وملامح النظام السياسي في بلادهم خلال الفترة القادمة.
ويفتح التوافق الأخير بين مختلف مكونات المشهد السياسي في السودان الباب أمام مرحلة أكثر خطورة وحساسية تحمل رهانات عدة أهمها تكريس ديمقراطية حقة كنتيجة للمرحلة الانتقالية التي يقف السودان على أعتابها .فرغم مروره بويلات سابقة أخطرها انفصال الجنوب والحرب الأهلية في دارفور ، يراهن السودانيون اليوم على تقرير مصيرهم وملامح مستقبل المشهد السياسي بعيدا عن الدكتاتورية وأنظمة الانفراد بالحكم لسنوات عدة دون تحقيق انتقال سياسي سلمي للسلطة.

ترحيب دولي
على صعيد دولي رحبت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج الأربعاء بالتطروات السياسية التي يمر بها السودان معتبرة أن الحكومة السودانية الجديدة تشكل «فرصة لإعادة بناء اقتصاد مستقر واحترام حقوق الإنسان والحريات الشخصية».
جاء ذلك في بيان مشترك للدول الثلاث أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية.وقالت الدول الثلاث إنها ستواصل دعم الحكومة الانتقالية في تحقيقها في العنف ضد المتظاهرين السلميين. وأدى عبدالله حمدوك اليمين الدستورية مساء امس الاول الأربعاء رئيسا لوزراء السودان أمام رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان.ودعا حمدوك ، في تصريح صحفي في

المطار، إلى إرساء نظام ديمقراطي تعددي يتفق عليه كل السودانيين، مبينا أن السودان منذ الاستقلال لم يشهد توافق النخب السياسية حول إدارة خلافاتهم عبر مشروع وطني جامع،بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا). ودعا حمدوك بضرورة الاتفاق على برنامج يدور حول كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان، داعياً جميع الأطراف للعمل مع بعض حتى تتغير أوضاع البلاد وتتجه إلى آفاق أرحب من التنمية والازدهار وعبر عن سعادته بالعودة إلى أرض الوطن تلبية لقرار الشعب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115