الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب»: «واشنطن تنظر إلى ضعف الدور التركي كفرصة للتنصل من تفاهماتها حول المنطقة المعزولة في شمال سوريا»

• «المعركة اليوم باتت باتجاه واحد وهو تحرير كامل مدينة «ادلب»

قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبد القادر خليفة لـ«المغرب» أنّ تركيا لم تستطع إجبار الفصائل المسلحة وخاصة جبهة تحرير الشام( النصرة سابقا ) على تنفيذ شروط خفض التصعيد في المناطق المتفق عليها.

وأضاف أن الأمور باتت في مكان لا يمكن العودة إلى الوراء معتبرا أنّ المعركة باتجاه واحد هو تحرير كامل محافظة «إدلب» وإنهاء هذا الملف المقلق ليس فقط للدولة السورية وإنما أيضا للتواجد الروسي برمته شرق المتوسط على السواحل السورية.

• لو تقدمون لنا قراءتكم لتطورات خان شيخون الأخيرة ؟
بالنسبة لمدينة خان شيخون الأمور تصب باتجاه تحريرها قريبا، فالجيش وصل إلى تخوم المدينة وبدأ عملية الاقتحام من الجهة الشمالية الغربية، و لن يطول الوقت حتى تعلن محررة بالكامل، وبعد ذلك تكون عملية الاطباق على مناطق مورك و كفر زيتا ولطمين وتصبح الطريق مفتوحة لتحرير معرة النعمان وسراقب و جسر الشغور، وهذا ما تخشاه تركيا من استدعاءها إلى إدخال ارتال من القوات العسكرية واللوجستية التركية تعامل معها الجيش السوري كقوات معادية و قصف محيط سيرها و تقدمها بالطيران و اجبارها على التوقف..

• هل نحن على أعتاب معركة في ادلب ؟
الدولة السورية ترى أن تركيا كأحد الأطراف الضامنة لم تنفذ أي من اتفاقات سوتشي ، ولم تستطع إجبار الفصائل المسلحة وبخاصة جبهة تحرير الشام(النصرة سابقا) على تنفيذ شروط خفض التصعيد في المناطق المتفق عليها ، وحتى الجانب الروسي عبر عن ذلك اليوم على لسان الرئيس بوتين في باريس حيث قال : « أنّ سيطرة الفصائل الإرهابية في «إدلب»ازدادت بعد تفاهمات سوتشي من 50 بالمائة إلى 90 بالمائة ، فضلا عن نقل إرهابيين عبر تركيا من سوريا إلى جميع أنحاء العالم ، و لذلك نحن ندعم جهود الجيش السوري لمحاربة الإرهاب «.

• كيف ترون الدور التركي في سوريا؟
التدخل التركي المبكر في سوريا جاء نتيجة كل هذه التطورات خاصة ان واشنطن تراقب التطورات الميدانية عن كثب ، وتنظر إلى ضعف الدور التركي كفرصة للتنصل من تفاهماتها مع تركيا حول المنطقة المعزولة في شمال شرق سوريا و التي تريدها تركيا بعمق 40 كم ، و نزوع واشنطن إلى دعم الأكراد الانفصاليين في منطقة الجزيرة شرق الفرات.

• وهل من الممكن حدوث صدام تركي روسي على الأراضي السورية؟
أما بالنسبة لحدوث صدام روسي تركي في سوريا فهذا وارد بقوة في حال استمرار تركيا دعمها للفصائل الإرهابية في إدلب بحيث تبقي على وضع «استاتيكو» خطير حتى على الجانب الروسي الذي تتعرض قواعده في منطقة حميميم لهجمات صاروخية أو عبر طائرات الدرون بشكل مستمر بين الحين والآخر ، ويبدو أن الصبر الروسي بدأ ينفذ بهذا الخصوص.
و بذلك يمكن أن نرى أن الأمور باتت في مكان لا يمكن العودة إلى الوراء و أنّ المعركة باتجاه واحد هو تحرير كامل محافظة إدلب وإنهاء هذا الملف المقلق ليس فقط للدولة السورية وانما أيضا للتواجد الروسي برمته شرق المتوسط على السواحل السورية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115