فيه ما تعتبره الدبلوماسية الإيطالية «وضعا مستقرا» بين قوات المشير خليفة حفتر وجيش حكومة فايز السراج المدعومة دوليا. و اعتبر السفير أن المشير حفتر لن يوقف القتال في حين تعمل إيطاليا على فرض السلام في ليبيا . هذه أول مرة يتحدث فيها السفير للصحافة بعد رجوعه لتمثيل إيطاليا في ليبيا في شهر فيفري الماضي.
و كان غريمالدي أول سفير يفتح السفارة الإيطالية في طرابلس سنة 2011 بعد اندلاع الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي. و كان هو كذلك من أغلق السفارة عام 2015 بعد اندلاع الاقتتال في طرابلس. و تبقى السفارة الإيطالية المركز الدبلوماسي الوحيد المفتوح في العاصمة الليبية.
طريق الحرب لا تزال مفتوحة
قال السفير الإيطالي «إننا في وضع دقيق. مهمتنا أساسية. نحن السفارة الغربية الوحيدة المفتوحة في البلاد، ونقدم عرضا للاستقرار للجميع». لكن «الطريق لا تزال وعرة. الحرب مستمرة. و يبدو أن اللقاء الأخير في بنغازي بين المشير خليفة حفتر و المبعوث الأممي غسان سلامة يعطي إلى حد الآن فرصا ضئيلة للاتفاق مع جبهة فايز السراج في طرابلس. حسب ما فهمناه، يعتبر حفتر أنه قادر على الفوز بالسلاح. نحن، من جانبنا، نؤكد على تدعيم فرص السلام في البلاد مع اعتقادنا أن القوة لا يمكن إلا أن توقع بأضرار جسيمة للجميع.»
حل سياسي متعدد الأطراف
و جوابا عن سؤال طرح تداخل الجهات الفاعلة في ليبيا مثل فرنسا و مصر و الإمارات و السعودية التي تساند حفتر و من جهة أخرى، قطر وتركيا التي تدعم السراج، قال السفير الإيطالي «في البداية كان الحوار ثنائيا، لكن يبدو أن أي حل سياسي لا بد أن يكون متعدد الأطراف. نحن نعمل الآن على خفض حدة الاقتتال بمناسبة العيد الإسلامي المقبل في الأيام القادمة». وأضاف أن وزير خارجية فرنسا يعمل كذلك في نفس الاتجاه.
و اعتبر السفير غريمالدي أن القصف الأخير لمطار مصراتة لم يكن موجها ضد المستشفى الإيطالي الذي هو «محل استحسان المدنيين. المقاتلون المجروحون نرسلهم لإيطاليا للتداوي. و نحن مستعدون لقبول الجرحى من أين كانوا. و قد وضعنا برنامجا لفائدة الأطفال المرضى بالسرطان لفائدة المنطقة الشرقية».
دبلوماسية المصالح
وكان السفير الإيطالي في طرابلس مهتما بوضع الشركات الإيطالية في ليبيا مؤكدا أن «شركة «إيني» للبترول تتمتع بنسبة 45 % من إنتاج الغاز والنفط وهي أكبر شركة أجنبية على الإطلاق. لها علاقات متينة مع شركة «بي بي» البريطانية. أما شركة «طوطال» الفرنسية فلها حوالي 5 % . و لم يسجل أي هجوم من قبل القوات المتنازعة على البنية التحتية التابعة لشركة «إيني». وهي تعتبر تراثا وطنيا خاصة أن نصف الغاز التي تنتجه «إيني» ذاهب لليبيين.» و ذكر السفير أن على الليبيين صرف مستحقات الشركات الإيطالية التي تعمل في ليبيا منذ 2011. «في مارس 2014، قبلت حكومة زيدان دفع 234 مليون يورو. لكن الحرب اندلعت اثر ذلك . اليوم شركة «أينياس» تستثمر 79 مليون يورو في تطوير مطار طرابلس الذي احتلته المجموعات المسلحة. شركة «سوشاي» تبني المستشفى الجامعي وشركة «بياشنتيني» تعتني بميناء زوارة أما شركة «إناف» فهي تهيؤ مركز مراقبة مطار معيتيقة.»
إضافة إلى المصالح الإيطالية في ليبيا تعرض السفير جيوزيبي بوتشينو غريمالدي إلى وضع «الهجرة نحو إيطاليا» معتبرا أن الوضع الحالي لا يسمح بموجة هجرة قوية. و خلافا لما صرح به السراج بأن 800 ألف مهاجر سوف يلتحقون بإيطاليا في حالة سقطت طرابلس، أكد السفير الإيطالي غريمالدي أنه «مرتاح للوضع. منذ شهر جانفي تم إرجاع 3371 مهاجر للأراضي الليبية. وعملت القوات الليبية بحزم حتى في شهر رمضان وهو استثناء بالنسبة لليبيا». و أضاف السفير أنه يشك في تقديرات السراج: «في زمن القذافي كان هنالك مليونا أجنبي يعملون في ليبيا، معظمهم من إفريقيا. اليوم نقدر عددهم ب 650 ألف أجنبي في ليبيا. وكالات الأمم المتحدة ذكرت أن عدد المهاجرين إلى أوروبا كان 181 ألف في السبعة أشهر الأولى من 2016 و أصبح 4629 في نفس الفترة لعام 2019. لا أعتقد أن أعدادا ضخمة يمكنها اليوم المرور نحو أوروبا و ليس هنالك عدد كاف من المهربين للقيام بذلك» علما و أن إيطاليا قررت إرسال 10 بواخر لحماية الحدود البحرية الليبية إضافة الى البواخر الثلاث التي منحتها مسبقا للبحرية الليبية.