البلد الذي يعاني حربا اهلية وصراعات اقليمية ودولية كبرى على ارضه منذ اكثر من ثماني سنوات دون توقف . ويشكل الوضع في إدلب، وشمال شرق سوريا، والأوضاع في البلاد، أبرز القضايا المطروحة على اجندة اللقاءات الفنية للوفود الدول الضامنة. وبدأت امس الجولة الاولى في اجتماعات أستانة، بحضور الوفد التركي الذي يترأسه نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، والوفد الروسي الممثل بمبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا «الكسندر لافرنتييف»، فيما ترأس وفد إيران، نائب وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي. واليوم من المفترض ان يشارك وفدا النظام السوري والمعارضة في المحادثات. ولأول مرة سيشارك لبنان والعراق، بعد أن حصلا على صفة مراقب في اجتماع أستانة 12 الذي عقد يومي 25 و 26 افريل الماضي.
ويرى الباحث الكردي السوري المتخصص في الشؤون الدولية في تصريح لـ«المغرب» ان محادثات الاستانة ومن خلال متابعة أحداثها وتسلسلها الزمني وتكرار اجتماعاتها لن تخرج بجديد لا من حيث الحلول للصراع في سوريا ولا من حيث التقدم في العملية السياسية ، فما زال القائمون عليها هم أنفسهم اصحاب الدمار والقتل» . واضاف قائلا:«الوضع في سوريا لم يتغير مطلقا ، كل ما هنالك بان من تبقى من الشعب في الداخل قد تعود نوعا ما على يجري ولا يمكنهم فعل شيء سوى الاستمرار بالعيش رغم قساوة المشهد ، فالنظام هو ذاته صاحب القوة حليف الروس وايران الذي لا يعترف بحقوق شعبه ولا يؤمن بالديمقراطية وبالجهة الاخرى المعارضة هي ذاتها الاخوان المسلمين والنصرة وداعش الارهابي تنظيمات الحزب الحاكم في تركيا والشعب تاه بين اجندات الاثنين والمصير مجهول» .
اما عن موازين القوى في سوريا اليوم اجاب بالقول :«لا توجد موازين للقوى داخل سوريا ، العملية برمتها كر وفر وضرب هنا وهناك ، من يملك القوة هما روسيا وامريكا والاثنان غير معنيان بإنهاء الصراع ، لذلك لن نجد عند اي حليف لهم قوة قاهرة تكون قادرة على الانتصار على منافسها .» وقال ان الجميع دون استثناء يؤدي دور الكومبارس لان المسلسل الدموي حتى اللحظة لا ظهور لخاتمته .
اما بالنسبة للدور التركي قال: «هو اشبه بالغباء السياسي والطائفي والعنصري ، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حالة هذيان تامة لم يعد يعلم اين سينتهي به المطاف، تارة يذهب للاستحواذ على الاسلحة المتطورة ظنا منه انها ستحميه وتارة اخرى يتدخل بالملف الكردي ويحاول ان يعيد مشهد المجازر ويقضي على كل شيء له صلة بالقومية الكردية. واعتبر ان دور تركيا المحوري والأساسي مرتبط بتغير النظام الحاكم لديها ، حينها قد يكون هناك بصيص امل للحل في سوريا ايضا لان تركيا الآن لعبة بيد روسيا وايران لاطالة الحرب وبالتالي بقاء الشرق الاوسط مستنقعا للإرهاب الآتي من الاسلام السياسي والتطرف».
يشار الى ان محادثات أستانة للسلام في سوريا، هي محادثات جرت بين ممثلي الدولة السورية وعدد من قادة فصائل المعارضة السورية برعاية روسية وتركية وذلك في العاصمة الكازاخستانية «أستانا» والنسخة الاولى منها تمت في عام 2017.