في مضمونها عن الاحاطات السابقة، ولربما كانت نقطة الاختلاف هي التلميح الى ضرورة ايجاد اتفاق سياسي جديد بين الفرقاء .
وكان غسان سلامة استعرض مستجدات الازمة والانتهاكات المرتكبة من طرفي الصراع المسلح و مأساة النازحين و المهاجرين غير النظاميين سيما داخل مراكز الاحتجاز، مؤكدا على ان الفارين من مراكز ايواء تاجوراء عند قصفه قد تعرضوا الى إطلاق الرصاص . كما طالب سلامة بوقف الحرب بمناسبة عيد الاضحى و العودة للمسار السياسي و عقد اجتماع دولي بين الاطراف الخارجية المؤثرة لتوحيد المواقف وبحث احترام قرار منع التسليح المفروض على ليبيا منذ 2011 ,غسان سلامة ذكر كذلك ان طرفي الصراع جلبوا مرتزقة اجانب وختم الوسيط الاممي احاطته بالتأكيد على اختصاص الوطنية للنفط المتواجدة بطرابلس بتصدير النفط الجدير بالإشارة الى ان هيئة خبراء الامم المتحدة التي اعدت هي الاخرى تقريرا حول ليبيا عرضته على جلسة مجلس الامن الدولي و خلص تقرير هيئة الخبراء الى اعادة التذكير بسعي حكومة برقة الى بيع النفط الخام لحسابها و لفت ذات التقرير الى تصاعد ازمة النازحين –حوالي 350 الف نازح – و كذلك مأساة حوالي 700 الف مهاجر غير شرعي بينهم حوالي 5 الاف مهاجر غير نظامي داخل مراكز الايواء .
غياب الارادة السياسية
يرى مراقبون بان غياب الارادة السياسية لدى الاطراف المحلية من جانب وغياب الجدية من طرف الدول الفاعلة من جهة ثانية هي سبب استمرار الازمة و فشل المسار السياسي واشتعال الحرب . وهذا السيناريو كان متوقعا و حتى الحديث عن دعوات وقف الحرب تبقى بلا جدوى حيث ان حفتر يرفض تلك الدعوات، والسراج ايضا يضع شروطا تعجيزية لوقف الاقتتال من قبيل عودة قوات حفتر الى برقة ولفت طيف من المراقبين للمشهد العسكري بان طرابلس والجهة الغربية تسيطر عليها مجموعات مسلحة جزء كبير منها اما متطرف وتابع لتنظيم القاعدة وبقايا انصار الشريعة وداعش الارهابي، او تابع لجماعات مسلحة اخرى تحترف التهريب بكل انواعه لذلك يؤكد هذا الشق من المراقبين بان عدم حزم مجلس الامن و الاعضاء الدائمين فيها يتعلق بإصدار قرار ملزم بوقف الحرب، هو الرغبة في انهاء تواجد تلك المجموعات في طرابلس وغرب ليبيا و يكون ذلك إما بحسم عسكري لصالح حفتر او التوصل الى اتفاق سياسي و جمع السلاح .
تطورات عسكرية
وضمن المستجدات العسكرية شهدت محاور عين زارة وخلة الفرجان مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين قوات حفتر والمجموعات المسلحة الموالية للسراج. كما اعلنت قوات حفتر السيطرة على منطقة القربلي الواقعة على الطريق الساحلي مصراتة –طرابلس لتتمكن من قطع اية امدادات قادمة من مصراتة . وكان سلاح جو الكرامة استهدف بضربات دقيقة الكلية الحربية مصراتة تمكن من تدمير قاعدة صواريخ و مخازن اسلحة وقتل 13 عنصرا من مقاتلي مصراتة . كان ذلك على خلفية غارات جوية نفذها طيران الوفاق انطلاقا من هذه المدينة على قاعدة الجفرة التابعة للكرامة. الى ذلك توقفت حركة الملاحة الجوية مجددا بمطار معيتيقية دون خسائر بشرية. وسبق ان استهدفت المطار قذائف دون معرفة الطرف المسؤول عن اطلاقها ، ففي الوقت الذي تؤكد فيه حكومة السراج ان قوات حفتر هي التي تستهدف مطار معيتيقية تؤكد القيادة العامة للجيش بان المليشيات هي التي تتقاتل فيما بينها و ان المطار لم يسلم من ذلك الصراع المسلح .