بريطانيا: رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون بين انتقادات الداخل وضغوطات الخارج

أثار اختيار بوريس جونسون أمس الأول رئيسا لوزراء بريطانيا الكثير من الجدل لا فقط على الصعيد الداخلي في المملكة المتحدة

بل أيضا على الساحة السياسية الدولية .وانتخب جونسون رئيسا لحزب المحافظين خلفا لتيريزا ماي التي أعلنت تنحيها عن منصبها بعد انتقادات لأدائها الحكومي وفشلها في وضع خطة «بريكست’’ تضمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .

وبدأ جونسون منذ يوم أمس في الكشف عن أعضاء الفريق المكلف بإتمام الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية أكتوبر ، سواء من خلال اتفاق أو بدونه.وقال جونسون بعد انتخابه «سننهض كما ينهض العملاق الغافي ونكسر أصفاد عدم الثقة بالنفس والسلبية».وأضاف «سنضخ الطاقة في البلاد وسنتم الخروج من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر، وسنستغل كل الفرص التي سيتيحها ذلك بروح ‘نعم نستطيع‘ جديدة».

وتعني تسمية جونسون وهو وزير الخارجية في حكومة ماي على رأس حزب المحافظين بالتالي أنه رئيس الوزراء الذي سيقود المملكة المتحدة خلال هذه الفترة الحرجة، وسط مساع لضمان خروج بريطانيا من القلعة الأوروبية وفق اتفاق يتوافق حوله ساسة بريطانيا وساسة القارة العجوز . ويرى مراقبون أن الجدل القائم على تسمية جونسون رئيسا للوزراء مرده طبيعة شخصيته المثيرة للجدل اذ يشبهه البعض بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحاته ومواقفه السياسية . فيما قالت بعض وسائل الإعلام البريطانية أن الشارع البريطاني منقسم بين مؤيد لجونسون ورافض له إذ ترى فئة أنه منقذ البلاد فيما يتعلق باتفاق «بريكست’’ ، إلا أن البعض الآخر يرى أن مواقفه وسلوكاته الشبيهة بترامب ستزيد من تعقيدات المشهد السياسي.

ضغوطات مستمرة
وتستمر بريطانيا في التخبط بحثا عن حلول بديلة بعد فشل رئيسة الوزراء تيريزا ماي في الحصول على دعم البرلمان لخطتها للخروج من الاتحاد الاوروبي «البريكست» والذي تعمل عليه حكومتها منذ مايقارب الـ3 سنوات. وبعد فشل الحكومة في انتزاع رضا البرلمان قدمت تيريزا ماي الزعيمة السابقة لحزب المحافظين استقالتها.

وكان من المقرر أن تخرج بريطانيا رسميا من الاتحاد الاوروبي يوم 29 مارس الا انه تم تأجيل الخروج الى شهر اكتوبر المقبل الى حين التوافق، فيما يرى مراقبون ان موعد اكتوبر القادم سيكون حاسما للخروج سواء بصفقة او من غيرها مما يزيد من ضغوط الشارع على رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون.

وعلى الصعيد الخارجي تتجه الأنظار إلى جونسون الآن في انتظار خطوته القادمة فيما يتعلق باحتجاز السلطات البريطانية ناقلة إيرانية مطلع جويلية وتوقيف إيران سفينة ترفع علم المملكة المتحدة في مياه الخليج الأسبوع الماضي والأزمة التي اندلعت بين البلدين. وانتقدت السلطات تسمية بوريس جونسون ووصفت وسائل اعلام ايرانية الخطوة بأنها تكملة لفريق الباءات الخمسة-وفق التسمية التي يطلقها وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف ، التي تضم كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وحلفائها ممن يشتركون في السياسة والموقف المتشدد والمناهض لطهران متشددا من إيران وهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ، يضاف إليهم مؤخرا بوريس جونسن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115