وتضارب عديدة تزيد من تعقيد المشهد. وأضاف الطوسة أنّ الغرب وأمريكا يريدون استغلال هذه الأزمة في محاولة توسيع دائرة نفوذ هذا الاتفاق ليشمل النشاط الباليستي وأيضا «الأنشطة العدوانية» ونفوذ طهران في المنطقة لبنان سوريا واليمن والعراق وهذه نقاط التقارب.
• إلام سيفضي تضارب السياسات الأمريكية والأوربية تجاه الملف النووي الإيراني ؟
تضارب المصالح الأمريكية الأوروبية لا تطال إيران فحسب لكن تطال أيضا عدة مواضيع سياسية وإستراتيجية أخرى ، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ مجيئه إلى البيت الأبيض أصرّ على الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لا لشيء إلا لأنه تم توقيعه في عهد باراك اوباما يعني قال صراحة منذ البداية انه يريد أن يُنسي ويمسح ارث اوباما سواء على الصعيد الداخلي الأمريكي أو على الصعيد الدولي ومن بين نقاط نجاح اوباما كان توقيع الاتفاق النووي مع إيران بعد سنوات من الجدل.
بينما الأوربيون يعتقدون أن هذا الاتفاق التاريخي هو أفضل مايمكن التوصل إليه لجعل إيران تحت مجهر المجموعة الدولية لمحاولة منعها بطريقة عقلانية ومنطقية من حيازة السلاح النووي ، كما يرون أنّ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وانتهاك القرار الذي وقع في فيينا سيخلق فراغا امنيا وعسكريا واستراتيجيا فقد تستغله القوى المتطرفة في إيران وأوروبا وأمريكا أيضا لتحقيق أهدافها وأنشطتها.
تضارب المصالح يبدو بأنّ دونالد ترامب يريد من خلاله أن يستدعي السلطات الإيرانية إلى مكتبه لتوقيع اتفاق يخدم أمريكا أولا أما أوروبا فتسعى إلى أن يكون هناك سياسة متعددة الأقطاب أي اتفاق تضمنه المجموعة الدولية يكون منظما بميكانزمات معينة لضبط مضامينه. الكل يعي أنه في حال تم التخلي عن هذا الاتفاق فان ذلك سيخلف فراغا كبيرا قد تستغله قوى التطرف لإشعال المنطقة.
• ماهي إذن نقاط الالتقاء بين بعض القادة الاوروبين ودونالد ترامب فيما يتعلق بهذا الملف ؟
النقاط التي يلتقي فيها ترامب مع بعض القادة الأوروبيين ومن بينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أهم شروطه أنهم يريدون استغلال هذه الأزمة في محاولة توسيع دائرة نفوذ هذا الاتفاق ليشمل النشاط الباليستي وأيضا «الأنشطة العدوانية» وتدخل طهران في المنطقة لبنان سوريا واليمن والعراق هذه نقاط التقارب
• هل هناك بوادر عمل عسكري دولي ضد إيران؟
بخصوص إمكانية حصول مواجهة عسكرية، فان مختلف مراكز التحليل السياسي والأمني في أوروبا مقتنعة أن لا الولايات المتحدة الأمريكية تريد مثل هذه المواجهة العسكرية المفتوحة ولا إيران تريد عملا عسكريا ضد إيران وحلفاءها.هذه الحرب تتناقض مع العقيدة الأمنية التي جاء بها دونالد ترامب منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية لكي يخرج الامريكيين من مستنقعات الحروب التي كانوا متورطين فيها مثل العراق وأفغانستان الحرب مع إيران ستكون طويلة الأمد وستتطلب نشر أعداد كبيرة جدا من القوات في المنطقة لأنها لا تخدمه على المستوى الانتخابي الأمريكي لأنّه سيكون قد تناقض مع نفسه بطريقة واضحة أمّا على صعيد الإيرانيين فهم رغم قوة جيشهم وقوة الحلفاء والوكلاء التي يرتكزون عليهم والتي قد توجّه ضربات موجعة لواشنطن إلاّ انهم لا يريدون دخول حرب خاسرة على غرار ما حصل في العراق أو ليبيا .
هناك تلاق للمصالح في عدم الحرب لكن التخوّف الأوروبي أن تقع هذه المواجهة بطريقة حادث عارض ماقاله وزير خارجية بريطانيا هو خشيته أن تقع الحرب دون وجود نية لذلك .
• ماهي توقعاكم للخطوة المقبلة في خضم كل هذا التصعيد سواء فيما يتعلق بمشاكل الملاحة ومضيق هرمز وأيضا فيما يتعلق بالاتفاق النووي؟
باعتقادي أنّ الخيار العسكري ضدّ إيران مستبعد حاليا من الجانب الأمريكي إلا في حال تم استهداف مصالح مباشرة أمريكية وقتل امريكين في ذلك الحال ستتغير المعادلة .
إلى حد الساعة العقيدة الأمنية ترتكز على فرض أقصى العقوبات الاقتصادية والتي بدأت تؤتي ثمارها وقد تتسبب في محنة إيرانية داخليّة مما قد ينعش تناقضات ومشاكل ومحنة إيرانية تحمل تأثيرات سلبية على المجتمع الايراني
الآن الخيار الاقتصادي هو سيد الموقف ،لا يجب أن نستهين أو نستبعد فاعلية وجدية جهود الدبلوماسية الأوروبية خاصة الفرنسية لحل الأزمة، هناك مسعى جدي لإقناع الإيرانيين بأنهم إذا قبلوا الحديث عن النشاط الباليستي مقابل فتح قنوات حوار جديدة مع واشنطن مع تقديم بعض التنازلات من الطرفين فيما يخص حجم العقوبات الاقتصادية .مثل هذه الوساطات يمكن أن تنجح لأنها ستلعب على خيار الحل الايجابي.