مساع لحلحلة الأزمة بين واشنطن وطهران: الهدنة الاقتصادية ..شرط إيران للجلوس على طاولة التفاوض مجددا

عادت إلى الواجهة مجدّدا سيناريوهات جديدة على علاقة بالصراع الأمريكي الإيراني وماتبعه من تداعيات على المشهد الدولي

عقب انهيار الاتفاق النووي المثير للجدل الموقع بين طهران من جهة والدول الغربية من جهة أخرى.وعقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من الاتفاق بعد 4 سنوات من توقيعه تزايد التوتر بين الطرفين وسط محاولات لإنقاذ مايمكن إنقاذه عبر وساطات إقليمية وغربية .

وبدأت الأزمة بالحديث عن استحالة العودة إلى أي مسار تفاوضي بين الجانبين، إلا أنّ لغة التهديد وحدة اللهجة المنتهجة بين البلدين تشهد هذه الآونة تذبذبا واضحا فسره مراقبون بإمكانية حصول تنازلات سواء من الجانب الأمريكي أو الجانب الإيراني. ويؤكد متابعون أنّ حدة التوترات تسير نحو التهدئة بشكل ملحوظ سواء المتعلقة بنفي الطرفين اية نية للتصعيد العسكري أو عودة الحديث عن اشتراطات للجلوس إلى طاولة التفاوض من جديد. إذ أعلن مسؤول إيراني أن بلاده لن تكون مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة إلا بعد «وقف إطلاق النار في الحرب الاقتصادية»، التي تشنها الحكومة الأمريكية على إيران ، ويعني بذلك العقوبات الاقتصادية المجحفة المفروضة على إيران. وتشير تقارير إعلامية دولية إلى وجود رغبة ومساع أمريكية أيضا للتفاوض لكن دون رفع العقوبات التي تعتمدها إدارة دونالد ترامب كورقة ضغط ضدّ إيران.وتطالب طهران بضرورة التوصل إلى هدنة الاقتصادية ركيزتها ضمان قدرتها على بيع نفطها والحصول على العائدات وهو ماتعارضه الولايات المتحدة الأمريكية .

جهود للتهدئة
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ’’المغرب’’ تدهور العلاقات الإيرانية- الأمريكية، ليس بجديد بل بدأ منذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى، في عام 2015، وقراره في مطلع ماي الماضي استخدام العقوبات لمحاولة وقف صادرات إيران النفطية بشكل كلي، مضيفا أن التوترات الأخيرة بين البلدين ليست بالجديدة، فالعداوة بين الخصمين اللدودين مستمرة منذ عقود.

وأشار محدّثنا أنّ «جهود عناصر الدبلوماسية الأمريكية تضافرت باتخاذ خطوات فعلية تجاه إيران، حيث قررت ألا تفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف» في المرحلة الراهنة ، في خطوة تطرح إمكانية توجه الإدارة الأمريكية إلى التفاوض بعد فشل سياستها العقابية في التعامل مع الأزمة الإيرانية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل منحته واشنطن أيضاً تأشيرة لحضور اجتماع لـ”الأمم المتحدة” في نيويورك، بشأن أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف للتصدي لقضايا منها الصراع والجوع والمساواة بين الجنسين والتغير المناخي بحلول 2030 ‘’.

وتابع محدثنا أن «هذه الخطوة التي اتخذتها أمريكا تعزز المسعى لاستخدام الدبلوماسية لحل خلافاتها مع طهران بشأن برنامج إيران النووي واختباراتها الصاروخية وأنشطتها في المنطقة، وتترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام تكثيف الدبلوماسية والعمل بها، والتأكيد على ذلك ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية، «مورغان أورتاغوس»، إنّ «واشنطن تريد حلولا دبلوماسياً وكررت تعليق ترامب بأنه مستعد للقاء إيران دون شروط مسبقة»، وبالمقابل رحب وزير الخارجية الايرانية بأي جهد لإعادة الاتفاق النووي إلى مرحلته التنفيذية باعتباره منجزا دوليا، مشيرا إلى أنه «في حال وقف العقوبات الأمريكية أو تنفيذ الأوروبيين التزاماتهم فإن كل إجراءاتنا قابلة للعودة عنها» وفق تعبيره. وعن الأسباب الحقيقية للعداء الأمريكي لإيران أجاب الكاتب السوري ان سبب هذا العداء هو لجم إيران وتقويض نفوذها في المنطقة وعرقلة برنامجها الصاروخي الباليستي الذي يهدد حلفاء واشنطن من أجل انصياع صانع القرار الإيراني لطاولة المفاوضات مجددا، كما يعبر عن موقف إسرائيل الإرهابية ضد إيران، وهو مدفوع من قبل دول غربية والتي تتمنى من أمريكا ليس فرض العقوبات الاقتصادية على إيران فحسب، وإنما تتمنى منها مهاجمة وضرب طهران، لأن إيران دعمت المقاومة في المنطقة ضد العدوان الأمريكي وضد الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي للأراضي العربية و وقفت إلى جانب الجيش العربي السوري التي تحارب التنظيمات المتطرفة على كافة الأرض السورية.

وقال خيام الزعبي أن «واشنطن وطهران لديهما الرغبة في التوصل إلى تسوية شاملة بشأن الملف النووي إلا أن هذه الرغبة تتعثر بصعوبات داخلية لدى كل منهما، وخصوصاً في الولايات المتحدة إذ يعرب الكونغرس عن معارضته لاتفاق متعجل مع إيران لا يضمن وقف برنامجها النووي، ويدعو إلى تشديد العقوبات لإجبار طهران على الانصياع للإرادة الدولية، أما في إيران فتجد الحكومة صعوبة في التراجع عن التخصيب الذي رسمه مرشد الجمهورية علي خامنئي خطاً أحمر لا يستطيع أحد تجاوزه، فالتخلي عن الحق في التخصيب قد يعطي الانطباع بأن طهران يمكن أن تتراجع في ملفات أخرى بينها الملف السوري».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115