تركيا وتطوّرات الميدان السوري: شدّ وجذب ومخاوف من معركة حامية في «إدلب»

أعلنت وزارة الدفاع التركية، امس الجمعة قصف مواقع تابعة للجيش السوري، ردّا على قيامه بقصف نقاط المراقبة التركية بإدلب،

ويأتي هذا التصعيد وسط أنباء عن قرب اندلاع معركة «ادلب» المؤجّلة والمُنتظرة لحسم الحرب المستمرّة في سوريا منذ 8 سنوات. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت مقتل أحد جنودها، في ضربة مدفعيّة شنتها قوات حكومية سورية بمحافظة إدلب بشمال غرب البلاد ، وجاء قصف الأمس كردّ سريع من أنقرة ضدّ نظام بشار الأسد.

واستهدفت الضربة التي وجهها سلاح جو النظام السوري مركز مراقبة تركي وأدت الى مقتل جندي تركي وإصابة اثنين اخرين. وحذرت السلطات التركية في البداية نظيرتها السورية بالرد بعقوبات شديدة إلاّ أن القصف لم يتأخر كثيرا لتعلن أنقرة قصفها لمواقع تابعة للنظام في ‹›ادلب››. يشار الى ان السلطات التركية تشرف على 12 مركز مراقبة في ‹›ادلب›› وفق ماتمّ التوافق حوله في اتفاقية وقف التصعيد الموقعة في موسكو بموافقة روسية إيرانيّة عام 2017.

الدور التركي وتغيرات الاقليم
وأعلن الجيش التركي وفق تقارير إعلامية تركية أمس إرسال دفعة جديدة من التعزيزات إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا ، وضمّت التعزيزات المرسلة إلى ولاية هطاي الحدودية من مناطق مختلفة، ناقلات جند مدرعة، والعديد من أفراد القوات الخاصّة.وتوجّهت التعزيزات التي وصلت قضائي «ريحانلي» و»قيرق خان»، إلى الشريط الحدودي، وسط تدابير أمنيّة.

ويرى متابعون أنّ الأنظار هذه الفترة تتّجه الى سوريا والتطوّرات الميدانية الخطيرة خاصة المتعلقة بادلب وعودة الحديث عن سيناريوهات قرب المعركة المؤجّلة منذ سنوات . إذ يرى البعض أنّ تركيا باتت قريبة من شنّ عملية عسكرية في ادلب ،مقابل انباء عن وجود تحضيرات رسمية سورية بدعم روسي ايراني لبدء معركة ‘’إدلب’’ شمال غربي البلاد.

وتزيد التطورات سواء الميدانية العسكرية أو الجهود الدبلوماسية لإرساء حل سياسي ، من احتمالات اندلاع معركة «ادلب» وهي اخر معاقل المعارضة في سوريا، وهي التي تضم مايقارب الـ3 ملايين لاجئ ماينبئ بكارثة انسانيّة قد تحصل.

وتعدّ معركة «ادلب» التي لطالما تمّ تأجيلها نتيجة تداخل وتضارب سياسات الاطراف الدولية، تعد وفق مراقبين مفتاح النصر لحكومة دمشق وحلفائها في حين يعتبرها الغرب خطرا كامنا سيتسبّب في كارثة إنسانيّة. على صعيد آخر تعارض تركيا أية عملية عسكريّة للنظام في ادلب وهي الّتي تشنّ عمليّة عسكرية في الشمال السوري لتطهير حدودها من الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة جماعة إرهابية.

ويرى متابعون أنّ التطوّرات الميدانية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه باتت تؤثر على تطوّرات المشهد والأدوار التي تلعبها الاطراف الخارجية في سوريا وتسرع بدورها فصول المعركة الأخيرة المنتظرة وهي معركة «ادلب»، ويؤكد مراقبون للشأن العربي ان تحرير محافظة ادلب سيحمل تأثيرات خطيرة لا محليا فحسب بل اقليميا خاصة على الجانب التركي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115