رغم الحشد الأمريكي لدعم خططه في المنطقة: الرفض العربي لـ«صفقة القرن» يُفشل مؤتمر البحرين

اختتم يوم أمس الأول مؤتمر البحرين الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة الأمريكية ،دون تسجيل أي تقدم او جديد على صعيد «صفقة القرن» التي

تسعى أمريكا وحلفاءها الى تمريرها رغم الرفض العربي والدولي الصارخ لما جاء فيها .ويرى مراقبون أن فشل الحاضرين في المؤتمر في التوافق حول آلية مشتركة دليل على تضارب المواقف والاستراتيجيات الدولية والعربية ازاء الصراع العربي الفلسطيني.

واعتبر متابعون للشأن الدولي ان عدم نجاح المؤتمر في التوصل الى قرار بات حول صفقة القرن لا ينفي حقيقة حدوث تقارب خليجي اسرائيلي قد يكون تمهيدا أمام تمرير هذه الصفقة المثيرة للجدل رغم الاعتراضات العربية . ويستعبد متابعون أن يصل هذا التقارب في المواقف مرحلة التطبيع الفعلي ،رغم أن مؤتمر البحرين شهد لأول مرة مشاركة اسرائيليين وغيابا واضحا للحكومة الفلسطينية وعدد من العواصم العربية بالإضافة الى غضب وتنديد شعبي في أغلب الدول العربية .

وقد أثار هذا المؤتمر جدلا وانتقادات واسعة النطاق في الأوساط العربية، علاوة على عدم مشاركة بعض الدول العربية في أشغاله خشية اعتبار ذلك موافقة منها على تمرير ما يسمى بـ»صفقة القرن» على أرض الواقع،في حين أعلنت دول مثل السعودية ومصر والأردن والمغرب مشاركتها في ورشة عمل البحرين «الهادفة إلى عرض المنافع الاقتصادية التي يمكن أن يجلبها اتفاق سلام».وكان لهذا التضارب في المواقف بين الدول دور في عدم نجاح ادارة ترامب في التوصل الى ما كانت تصبو اليه من حشد الدعم لصفقة القرن.

نتائج عادية
وتحدث البيان في ختام أعمال المؤتمر، عن «تفاؤل كبير» حول التنمية الاقتصادية والاستثمار لصالح الشعب الفلسطيني، دون أن يترجم لوقائع بعيدا عن العبارات الإنشائية. وامتلأ البيان بتلك العبارات، مثل «التركيز على تحقيق الازدهار الاقتصادي لفلسطين»، و«الشروط والآليات اللازمة لتحقيق التحول الاقتصادي»، و«إفساح المجال أمام الفرص الاقتصادية».

وكرر البيان الصادر في ختام أعمال الورشة الحديث عن أغلب أزمات المنطقة المعروفة مثل «المعدلات المرتفعة للبطالة»، و«الحاجة إلى التواصل الفعال مع فئة الشباب»، وأهمية «تهيئة الظروف المناسبة لتطوير القطاع الخاص».

وجاءت مقاطعة الفلسطينيين أعمال المؤتمر الذي قالت الإدارة الأمريكية إنّ «هدفه دعم الاقتصاد الفلسطيني قبل الدخول في الجانب السياسي من خطة السلام الذي قد لا يُكشف عنه قبل نوفمبر المقابل’’ ،جاءت لتؤكد رفض السلطات بمختلف انتماءاتها لصفقة القرن. وأعلنت مصادر رسميّة فلسطينية رفضها الحضور في هذا المؤتمر معتبرة أن الحديث عن الحلول الاقتصادية لا يستقيم دون الحديث اولا عن الحلول السياسية ، إذ تؤكّد تقارير رسمية أمريكية صادرة عن مقربين من البيت الأبيض أنّ الهدف من مؤتمر البحرين كان جمع 50 مليار دولار على شكل استثمارات لصالح والفلسطينيين مقابل حرمانهم من دولة مستقلة.

وتقترح خطة جاريد كوشنر التي حملها معه الى الخليج لجذب استثمارات وإيجاد مليون فرصة عمل للفلسطينيين، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام.

إلاّ أن القيادة الفلسطينية ابدت استياءها من الاغراءات نظرا للعلاقة الحميمة التي تربط صهر ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بالإضافة الى علاقة التقارب والدعم التي تتسم بها استراتيجية الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالكيان الصهيوني منذ توليه حكم الولايات المتحدة الأمريكية .

وأكّد تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية أن ورشة المنامة أظهرت أن «قبول إسرائيل علنا في المنطقة يتطلّب منها حل نزاعها مع الفلسطينيين، وأكّدت على التزام الدول العربية العميق بمبادرة السلام العربية».ويُعدّ مؤتمر البحرين الذي انعقد مؤخّرا أوّل اجتماع مُعلن يتمّ خلاله بحث ومناقشة خطة السلام الامريكية المثيرة للجدل والمعروفة باسم صفقة القرن. كما قد يكون لإعلان سلطنة عُمان عزمها فتح سفارة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بعد أشهر من استقبالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أرضها، قد يكون لهذه الخطوة تأثيرات قريبة على العلاقات بين الدول الخليجية من جهة و«اسرائيل» من جهة أخرى . ورغم ترحيب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالخطوة، لكنّها اكدت انه «إذا كان لسلطنة عمان ارتباط أو علاقة بالاعتراف باسرائيل، فسوف يكون هذا مرفوضا بشكل تام».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115