في الواقع اقتتال على الثروة وحينما نذكر الثروة فبديهي نقصد النفط وعائداته المالية التي يقدرها الخبراء بحوالي 750تريليون دولار بداية من تصدير أول شحنة من خام النفط .
أموال ضخمة لم يوظفها نظام القذافي لخدمة التنمية بل اكتفى بتوزيع مبالغ صغيرة على الليبيين والباقي أودعها في بنوك الخارج .القذافي كذلك أتاح الفرصة للوسطاء الأجانب بالسيطرة على 75%من الصادرات لإرضاء الشركات الكبرى ومن خلفها دوائر القرار السياسي. لقد شنت حكومة الإنقاذ ثم الوفاق مالا يقل عن ست هجمات مسلحة لاستعادة موانئ النفط باءت كلها بالفشل وبما أن ليبيا هي اقرب إلى دولة تحت الوصاية فمن هنا مسكت بريطانيا ملف النفط و الحق به المصرف المركزي حتى لا يحصل مالا يحمد عقباه ووقف التصدير.ونظرا لأهمية القطاع النفطي فان الإطراف الدولية ذات العلاقة تعمل الان على خلق آليات ترضي الجميع قبل أي تسوية سياسية.
مساع للقاء آخر بين السراج وحفتر
التقى المبعوث الاممي غسان سلامة كلا من القائد العام للجيش خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح لبحث تطورات الحرب الدائرة على أطراف العاصمة طرابلس حيث جدد حفتر وصالح التشكي من عدم حصول المنطقة الشرقية على نصيبها من عائدات النفط .
المبعوث الاممي الذي سبق له ان اقر بابتزاز الميليشيات المسيطرة على طرابلس كحكومة الوفاق ونهبها للمال العام وندد ببلوغ الفساد مستوى يستوجب وضع آلية رقابة على ايردات النفط . بادر سلامة بلقاء السراج أولا ثم خالد المشري رئيس الأعلى للدولة ليلا وفي مقر سكناهما ليبلغهما بتشكي مسؤولي إقليم برقة من حرمان برقة من عائدات النفط. سلامة يبدو انه مقتنع تمام الاقتناع بضرورة توزيع عادل للثروة بين الليبية وبشفافية وذهب الى ابعد من ذلك ولم يعد ينتظر موافقة تجاوب السراج والمشري اذ ارسل مساعدته للشؤون السياسية تشفياني ويليامز إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي وبحث معه كيفية صرف مناب برقة من الثروة .علما بان فريق خبراء الامم المتحدة المتوقع حلوله بطرابلس وبنغازي سوف يستمع لذات المطالب والتشكيات سواء من القائد العام للجيش او رئيس مجلس النواب .وتبعا لذلك سوف يقوم فريق خبراء الامم المتحدة بتضمين تلك المسألة في تقريره الى مجلس الامن الدولي في جلسته الوشيكة حول ليبيا. إلى ذلك أكدت مصادر خاصة «بالمغرب» احتضان لندن لاجتماع رباعي بمشاركة بريطانيا –الولايات المتحدة-فرنسا وايطاليا. وان الاجتماع الرباعي قام بتقييم اجتماع مجموعة الاتصال الفرنسية الايطالية المنعقدة مؤخرا في ايطاليا لتوحيد المواقف حول ليبيا وان الدول المشاركة في اجتماع لندن غير المعلن اتفقت على عقد اجتماع ثان غير معلن وهذه المرة في فرنسا وتوسيع قائمة الحضور لتشمل مصر والإمارات، وان يكون محور البحث ضمان توزيع عادل للثروة والعمل على وقف إطلاق النار في طرابلس وربما إقامة منطقة منزوعة السلاح على تخوم طرابلس و إرسال مراقبين من الأمم المتحدة .