بين محذر من تصاعد التوتر ومرحب بالخطوة ‘’الاحترازية»، ويأتي هذا الانقسام بعد اعلان ادارة ترامب ارسال ألف جندي اضافي الى المنطقة العربية بعد أقل من شهر من ارسالها عددا آخر من العتاد والجنود الى الشرق الاوسط.
وكثفت الولايات المتحدة الضغط على إيران ، معلنة إرسال جنود إضافيين في الشرق الأوسط، بينما نشرت صورا جديدة قالت إنها تكشف أن إيران تقف خلف هجوم استهدف ناقلة نفط في خليج عُمان الأسبوع الماضي.
زيادة عدد الجنود جاء ردا على اعلان طهران قرب تجاوزها الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي الدولي ، ما زاد من مخاوف الجانب الأمريكي الذي سارع الى مزيد ضخّ عدد إضافي من الجنود تحسّبا لأي طارئ. وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في الثامن من ماي، أن إيران ستتوقف عن الالتزام بالقيود على مخزوناتها من اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة المنصوص عليها في الاتفاق، في خطوة قال إنها للرد على الانسحاب الأميركي أحادي الجانب.
وهددت طهران بالذهاب أبعد من ذلك عبر التخلي تدريجيا عن التزاماتها، بحلول الثامن من جويلية، ما لم يساعدها باقي الشركاء في الاتفاق، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، في الالتفاف على العقوبات الأميركية لتمكينها على وجه الخصوص من بيع النفط.وحذر الكرملين، امس من دخول الوضع مراحل خطيرة ،وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين «ندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس. نفضل ألاّ يتمّ اتخاذ خطوات من شأنها التسبّب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرّة أساسا».
سيناريوهات مرتقبة
هذا ويرى متابعون للوضع المتفجر بين أمريكا وحلفائها من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى أنّ اختيار أمريكا سياسة زيادة تواجدها العسكري في المنطقة هدفه «التسبب بنزاع مسلح» باعتبار أنّ هذا التحشيد يندرج ضمن خانة السلوك المتعمد للتسبب بحرب.
ورغم أنّ أمريكا نفت أن يكون تحشيدها العسكري في الشرق الأوسط بهدف شن حرب بل بهدف منع نشوب حرب وفق اخر تصريح لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو. وقال بومبيو خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي في 14 ماي المنقضي إنّ الولايات المتّحدة «لا تسعى إلى حرب مع ايران».
وعاد سيناريو الحرب الى الواجهة عقب الهجوم الذي استهدف قبل اسبوع ناقلتي نفط في خليج عمان ، والذي اتّهمت اثره واشنطن ايران بالضلوع في الحادث.وكان للتصريحات المتبادلة بين الطرفين دور في مزيد تأجيج الوضع وقيادة الأمور نحو فوهة البركان . وتشهد المنطقة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عامين تصاعدا خطيرا للتوتّرات بين الولايات المتحدة وإيران،بدأت بانسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي التاريخي الموقع بين طهران والقوى الغربية ، تلتها سياسة امريكية مشددة تضمن عقوبات اقتصادية وسياسية حادة استهدفت طهران بالإضافة الى الاتهامات الموجهة لها برعاية الارهاب في المنطقة ودعمه في سعي من أمريكا وحلفائها الخليجيين من جهة و’’إسرائيل’’ من جهة اخرى للحد من نفوذها المتزايد في الشرق الاوسط.
ويخشى متابعون للشأن الدولي أن يصل الصدام بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من جهة وايران وحلفائها من جهة اخرى الى حرب ضروس ستحمل تأثيرات وتداعيات خطيرة سواء على الصعيد المحلي او الاقليمي او الدولي.