هجوم صاروخي للحوثيين على مطار أبها: الحرب السعودية في اليمن وتداعياتها

يدخل الصراع بين السعودية وجماعة الحوثيين في اليمن منعرجا جديدا اكثر خطورة مع تعرض مطار ابها السعودي امس الى هجوم صاروخي

مما أسفر عن إصابة 26 شخصا . وكانت المملكة قد تعرضت لسلسلة هجمات من قبل جماعة الحوثي منها استهداف محطتي ضخ للنفط في المملكة الشهر الماضي وأعلن الحوثيون المسؤولية عنه في تهديد مباشر لمصالح الرياض ونفوذها . كما هدد المتحدث العسكري باسم الحوثيين صراحة بأن جماعته ستستهدف أي مطار في المملكة .

لقد انطلق التدخل العسكري السعودي في اليمن في مارس عام 2015 تحت مسمى «عاصفة الحزم» وذلك من اجل تقويض قدرات الحوثيين ووقف هجومهم على العاصمة اليمنية آنذاك . وشاركت فيه دول عديدة في المنطقة مثل مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين، في حين فتحت الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في العمليات. كما قدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي للعمليات، وسارعت الى بيع الأسلحة لدول التحالف. ويمكن القول ان هذه العملية العسكرية هي في جزء منها أحد تمظهرات الصراع السعودي -الايراني والذي يراد له ان يأخذ شكلا طائفيا سنيا -شيعيا، ولكنه في الاساس صراع قديم على المصالح والسيطرة على النفوذ والممرات البحرية في المنطقة.

ورغم ان السعودية اعلنت في افريل من عام 2015 انتهاء «عاصفة الحزم» والبدء بعملية «اعادة الامل» الا ان التحالف لم يتمكن من وقف زحف الحوثيين. اما على المستوى الانساني فقد كانت تداعيات العملية العسكرية كارثية على المدنيين اليمنيين مع تفشي الامراض والاوبئة والمجاعة وازدياد معدلات اللجوء والنزوح بشكل غير مسبوق ...

تطور جديد
وقد اعتبر المحلل اللبناني المختص في الشؤون اليمنية فيصل جلول ان استهداف مطار ابها هو تطور جديد في الحرب اليمنية واضاف بالقول: «يبدو ان المقاومة اليمنية باتت تملك وسائل الدفاع عن نفسها وتريد ان تفرض قواعد جديدة للاشتباك مع السعوديين وسيكون لهذا التطور اثر كبير على مسار الحرب اليمنية القائمة اليوم ولن يكون بوسع الرياض ان تقاوم طويلا آثار القصف الجديد الناجم عن مهارة وخبرة». وتابع بالقول «ان هذه الوسيلة التي يتبعها الحوثيون في الدفاع عن النفس بات لها تأثير كبير ويمكن ان تفرض قواعد جديدة للاشتباك في اليمن، فالحرب اليمنية السعودية مرتبطة بشكل كبير بالنزاع الايراني السعودي وسيكون لهذا النزاع تأثير ليس على المدى القريب فقط بل على المدى البعيد، فان خرجت السعودية ضعيفة من هذه الحرب فستكون مجبرة على القبول بشروط الذين اعتدت عليهم وسيكون هناك تغير في موازين القوى في المنطقة لفترة طويلة، اما اذا خرجت منتصرة في هذه الحرب فانها ستكون قادرة على فرض شروط جديدة على ايران وعلى كل المسارات في المنطقة وعلى قطر ايضا وان تحتفظ بموقع اقوى في العالم العربي وسيكون للحرب على اليمن آثارها الكبيرة في هذا المجال على السعودية واليمن .

الدور الامريكي
اما بخصوص النزاع الامريكي الايراني وتداعياته على الحرب اليمنية فاجاب بالقول :«يجب ان ننظر الى التوتر الامريكي الايراني الذي يعلو مرتبة على الحرب الدائرة اليوم في اليمن والتي تدار تحت مسمى عاصفة الحزم.فاذا تمكنت الولايات المتحدة من التفاوض مع ايران فان السعودية سيضعف موقعها اما اذا تراجعت ايران - وهو امر مستبعد- فيمكن ان تتغير معطيات كثيرة فالامور سائرة باتجاه ما يدور على الارض اليمنية اليوم وايضا ما يدور في مضيق هرمز وباب المندب بين امريكا وايران». وتابع محدثنا: «الرئيس الايراني روحاني قال صراحة ان بلاده لم تعد متأثرة بالعقوبات الامريكية وهذا يعني ان لدى ايران استعداد لمواجهة العقوبات الجديدة ان فرضت عليها في المستقبل، وبالتالي لن يكون للعقوبات اثر على تراجع ايران في المنطقة وهذا يعني ان على الولايات المتحدة ان تقوم بالحرب ضد ايران في هذه الحالة وهي ليست سهلة والرئيس الامريكي قال انه لا يريد الحرب لانها ستجعل الوضع قابلا للانفجار في أية لحظة وهذا امر خطير على الولايات المتحدة والمنطقة».

نحن اليوم ازاء توتر جديد عال بين امريكا وايران سيعلو على الحرب الموجودة في اليمن، فهناك تداخل كبير بين الصراع الامريكي الايراني والصراع الايراني السعودي وكل هذه المحاور ستلعب دورا اكيدا في تحديد مصير الحرب اليمنية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115