الليبيين المعاناة ،وفي ذات التوقيت جاء في البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التي احتضنتها المملكة العربية السعودية دعم لخطة الامم المتحدة في ليبيا ودعوة لليبيين لوقف اطلاق النار في طرابلس واستئناف الحوار .فيما اكدت ايطاليا على لسان وزير خارجيتها امس الاول أنّ حل أزمة ليبيا لا يمكن ان يتحقق عن طريق دولة واحدة و لا بد من تضافر جهود المجتمع الدولي.
هكذا حال ومواقف وردود افعال وتعامل مع ازمة طوت عامها الثامن وبؤر توتر وساحات اقتتال تتوقف هنا لتشتعل هناك ،يعني ببساطة ان المجتمع الدولي والدول الكبرى تحديدا غير مهتمة كثيرا بما يجري في ليبيا، اذ تبرر الولايات المتحدة عدم تدخلها بقوة في الملف الليبي بان الازمة الليبية تحت السيطرة وهذا التبرير خطير. فعبارة تحت السيطرة تعني انه طالما ان الصراع المسلح بين الفرقاء وداخل حدود ليبيا ولا يتجاوز تلك الحدود ولا يهدد مصالح امريكا وغير امريكا فلا داعي للتدخل. فهذا الطرح الامريكي بطبيعة الحال يعتبر احد اسباب اطالة الصراع اضافة الى عشرات المؤتمرات وجلسات الحوار بين اطراف الصراع والقرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي، وفرض عقوبات على بعض معرقلي الحل والتوقيع على اتفاق سياسي في سنة 2015 وانقاذه من الانهيار في 2017 بما سمي بخارطة طريق اممية تنص على اقرار دستور دائم تليه انتخابات برلمانية ورئاسية توحيد المؤسسات السيادية.ورغم ذلك بقيت الاوضاع على ماهي عليه حكومة معترف بها دوليا في طرابلس تحميها المجموعات المسلحة بالغت في ابتزازها و السيطرة على قرارها السياسي ، كما فشلت هذه الحكومة في بناء او حتى تفعيل المؤسسة العسكرية كذلك هذه الحكومة لا تسيطر سوى على أجزاء كل من طرابلس ومصراتة وزوارة بعد زحف الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر مؤخرا على الغرب الليبي و حصاره لطرابلس لشهرين. بينما تسيطر الحكومة المؤقتة على حوالي 90 % من الجغرافيا الليبية وامتد نفوذها الى تخوم طرابلس.
وسط هذا الانقسام افضى لقاء حفتر و السراج بالإمارات الى جملة من التفاهمات بحضور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وسفير الولايات المتحدة تفاهمات انقلب عليها السراج تحت ضغط المليشيات فكان نتيجة ذلك زحف قوات حفتر على طرابلس والغاء الملتقى الوطني الجامع . بلغت حرب طرابلس يومها الـ57 دون حسم طرف يدافع وآخر يهاجم وبينهما معاناة الاهالي ومرة اخرى يتأكد الليبيون ان القوى الكبرى غير مكترثة بماساتهم ،حيث فشل مجلس الامن في اكثر من جلسة للتصويت على بيان موحد يدعو الى وقف فوري للحرب كما غضت لجنة العقوبات بمجلس الامن الدولي الطرف على خرق دول بعينها قرار حظر بيع السلاح الى ليبيا.
وصاية دولية
ويرى مراقبون ان الامور في ليبيا تسير اما الى تقسيم البلاد واعتماد نظام فيدرالي او تجميد الاوضاع على ماهي عليه الان ووضع النفط والطاقة عموما تحت رقابة امريكية، وتوجد مساعي في هذا الاتجاه من سلطات برقة بعدما اتضح ان عائدات النفط تذهب للمليشيات المسلحة ومنها المتطرفة وكذلك استفحال الفساد المالي والنهب بشهادة الامم المتحدة وهيئة الخبراء. وإذا ما علمنا بان هيئة خبراء الامم المتحدة هي التي تقترح وتقدم التقارير وكل ما يخص المؤسسات السيادية في ليبيا بما فيها المصرف المركزي ومؤسسة الاستثمار الخارجي، فنعرف ان ليبيا تحت الوصاية الدولية ويتضح شيئا فشيئا بان حديث معارضي 17 فبراير عن وجود مؤامرة غربية للاستيلاء على ثروات البلاد النفطية والارصدة المجمدة واستثماراتها في الخارج والتصرف فيها بلا حسيب ولا رقيب .
ويؤكد هؤلاء على أن الدول الغربية التي اسقطت القذافي وقالت عنه انه دكتاتوري ومستبد هي التي دعمت فجر ليبيا عندما انقلبت على انتخابات 2014 وهي التي تدعم اليوم مليشيات طرابلس ومصراتة لتمنع الجيش من دخول طرابلس. واكد معارضو فبراير بان معركة طرابلس هي معركة على موارد النفط، وان غسان سلامة أجرى جلسات مع ما يعرفون بانها شركات النفط الامريكية والبريطانيا والايطالية .
ولم تكن تلك الجلسات معلنة وخلال الجلسات تعرض غسان سلامة لانتقادات لاذعة على علاقة بموضوع النفط و ربما درجة تعاطيه مع الطرف القوي على الارض الى ذلك كشفت مصادر خاصة بـ«المغرب» عن قرب تحول مبعوثين لحفتر الى واشنطن لاجراء اتصالات مع مسؤولين كبار قد يكون وزير الخارجية احدهم بصفة غير معلنة ومن المتوقع وبحسب المصادر الخاصة أن يلتقي المبعوثان اعضاء من الكونغرس (لجنة الخارجية) أما مضمون الزيارة فهو سعي حفتر إلى اقناع الامريكان انه القادر على حماية النفط بالتالي اما أن يجري نقل الوطنية للنفط لبنغازي او تتكفل الولايات المتحدة بمراقبة عمل المؤسسة تصديرات وايرادات .