اجتماعات ومباحثات دولية متسارعة: مساع لفك عزلة سوريا الاقتصادية والسياسية بعد 8 سنوات من الحرب

اعتبر مراقبون أنّ اعلان الممثل الأمريكي الخاص لشؤون سوريا جيم جيفري أنّ الولايات المتحدة وروسيا تُجريان محادثات حول

«مسار محتمل للمضيّ قدمًا» نحو حلّ الأزمة السورية ، يأتي بمثابة خطوة نحو انهاء عزلة سوريا الاقتصادية والسياسية المفروضة عليها منذ مايفوق الـ8 سنوات.

ويرى متابعون ان هذا التشاور الامريكي الروسي قد ينهي عزلة سوريا الدولية في «حال تمت الموافقة على سلسلة خطوات من بينها وقف إطلاق نار في محافظة إدلب ‘’.وقال جيفري لصحافيّين، بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، إنّ موسكو وواشنطن تستكشفان «مقاربة تدريجيّة، خطوةً بخطوة» لإنهاء النزاع السوري المستمرّ منذ ثمانية أعوام، لكنّ هذا يتطلّب اتّخاذ «قرارات صعبة».

وتزايدت في الاونة الاخيرة المباحثات والاجتماعات الدولية حول الازمة السورية واخرها التي احتضنتها روسيا بداية شهر ماي بحضور وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ونظيره الروسي ،حيث تمت مناقشة الخطّة التي «تسمح لحكومةٍ سوريّةٍ تلتزم (قرارَ الأمم المتحدة) الرقم 2254، بأن تعود مجدّدًا إلى كنف المجتمع الدولي».ويدعو القرار 2254 إلى عقد محادثات سلام ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

ويعد الموقف الامريكي الراهن مغايرا للموقف الأول الذي لطالما طالبت فيه ادارة البيت الابيض بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل الحديث عن أي تسوية مرتقبة ، إلاّ أنّ الموقف الجديد لإدارة ترامب جاء أكثر مرونة بعد ان توقفت ادارته عن المطالبة بتنحي الأسد مايشير الى وجود دفع جديد نحو تسوية سياسية في سوريا.

« استكمال مرحلة هامة»
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ«المغرب» ان الحرب في سوريا لم تصل إلى خواتيمها بعد، لكنها على ما يبدو دخلت مرحلتها الأخيرة لإنهاء التنظيمات المسلحة والمتطرفة، ومع إستكمال المراحل الهامة في معركة تحرير ادلب والتي بدأت منذ عدة أسابيع والاستعداد للمرحلة النهائية والحاسمة، يمكنني القول، أن هناك مساراً جديدا ستدخله سورية باتجاه إنهاء الجماعات المتطرفة في البلاد، بعد أن ظلت تهيمن على مساحات شاسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي السورية، والمؤكد أن الانتصار في معركة ادلب التي تعتبر معقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي سيشكل البداية الحقيقية لطرد مقاتلي هذا التنظيم من كل المدن السورية والمنطقة بأكملها، وهو الهدف الاستراتيجي للجيش العربي السوري والذي يواصل استعداداته اللوجستية والتكتيكية لإنهاء هذا التنظيم ومن ورائه مستفيداً من الإسناد الجوي الذي يقدمه حلفاؤه» وفق تعبيره.

وتابع محدّثنا أن «نجاح الجيش السوري في استعادة السيطرة على مدينة ادلب سيشكل انتكاسة كبيرة للجماعات الإرهابية، فالواضح من سلسلة الهزائم التي مني بها تنظيم جبهة النصرة وحلفاؤه من جماعات الإرهاب في المحافظات السورية، إن هذا العام  يمكن ان يكون عاماً مصيرياً بالنسبة لهذا التنظيم والقوى المتطرفة الأخرى، يتحقق فيه كسر وهزيمة التنظيم وانحسار وجوده في سوريا». واضاف أنّ السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل يبدأ حلف أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ويلقن العدو الدروس في الصمود و الثبات؟’’ على حد قوله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115