سواء المتعلّقة منها بالجانب القانوني أو الجانب العملي التطبيقي في شتى الدول العربيّة ، إلا أنّها تتنزل جميعها في خانة خنق الصوت وتوجيه حرية التعبير لخدمة المصالح الضيقة، وهو ما جنّد فرسان القلم في أغلب الدّول العربية - باستثناء قلّة ارتأت الارتماء في أحضان القيود - للدّخول في حرب مصيرية ضدّ المحاولات المستميتة لتركيع «السلطة الرابعة» ولجم صوت الصادحين بها.
المتغيّرات الطارئة على المنطقة العربية مابعد 2011 ، حملت معها رياح تغيير منشود لواقع الإعلام في بلداننا العربية مافتئ أن اصطدم بواقع مغاير زاد من تنوع مصادر الضغوط ووسائله من التضييقات مرورا بالهرسلة والاعتداءات وصولا إلى ترسانة من القوانين كانت بابا لمحاكمة عشرات الصحفيين في عدّة دول عربيّة بتهم مختلفة.
فرغم مظاهر الحرية التي بدت ظاهرة بعد ما عرف بثورات الربيع العربي وتقنين الرقابة الرسمية فإن واقع الحريات الإعلامية في العالم العربي لم يبق على هذا الحال وما لبث أن عاد للتراجع من جديد ليجد «الإعلام وفرسانه» انفسهم أمام تحدّ مستمرّ لحماية حصنهم من الاستهدافات.
الصحفي المصري محمّد علي زيدان لـ«المغرب»
«قمع واضح لقلعة الحريات في مصر»
قال الصّحفي المصري محمد علي زيدان في تصريح لـ«المغرب» أنّ المشهد الإعلامي في مصر، لم يعد يتمتّع -على مدار الثلاث أعوام الماضية - بقدر من الحريّة في تناول موضوعاتها، في ظل عودة القبضة الأمنية لإحكام قبضتها من جديد على المنابر الإعلامية وفق تعبيره.
وأشار زيدان إلى انّ ماحصل في الآونة الأخيرة خلال المظاهرات الرافضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وما أعقبها من احتجاجات في الشارع المصري يوم 15 افريل الماضي، خير دليل على التقييد الممارس على حرية التعبير .واعتبر زيدان أنّ «إلقاء القبض على صحفيين هما عمرو بدر ومحمود السقا بتهم «خرق الدستور» و«محاولة قلب نظام الدولة»، هو قمع واضح لقلعة الحريات في مصر، قبيل يومين فقط من اليوم العالمي لحرية الصحافة، كأن أجهزة الأمن أرادت إيصال رسالة مفادها، إنه لا حرية رأي وتعبير وصحافة بشكل عام في مصر».واعتبر محدّثنا ان ما يحدث يعد تهديدا واضحا لحرية الصحافة في مصر، والتي أصبحت في صورة سيئة خلال السنوات الثلاث الماضية، ولم تختلف كثيرا عن باقي العالم العربي، الذي تتحكم فيه أنظمة قمعية، تحاول فرض قبضتها الأمنية على الصحافة.وأضاف الصحفي المصري القول :«هذا لن يستمر، هناك أصوات تعلو كل يوم وتستطيع فضح هذه المحاولات الفاشلة لكتم أصوات الحق».
الإعلامي الليبي فتحي بن عيسى لـ«المغرب»
«الإعلام في ليبيا «مرآة عاكسة» لما تعيشه البلاد من فوضى»
قال الإعلامي والصحفي الليبي فتحي بن عيسى في تصريح مقتضب لـ«المغرب» أنّ الإعلام في ليبيا «مرآة عاكسة» لما تعيشه البلاد من فوضى متأثر بها ، مضيفا انّه في ظل غياب الدولة وماخلّفه ذلك من فوضى على جميع الأصعدة تبقى ممارسة الصحفي لعمله في كنف ظروف مهنية أمرا صعبا للغاية وأشار محدّثنا الى أنّ «أطراف الصراع لا تسمح إلا بوجود صحفي مؤيد لها ومبرر وإلا فهو عدو وجب التخلص منه.»
الإعلامي الفلسطيني فادي عبيد لـ«المغرب»
«حريّة التعبير محاربة ولو بمستويات»
أكّد الصحفي الفلسطيني فادي عبيد في تصريح لـ«المغرب» أنّ الصحفيين في فلسطين المحتلة يعيشون واقعاً استثنائياً بفعل ظروف الاحتلال والعدوان الذي يشمل العاملين في مجال الصحافة والإعلام ، مضيفا انّ خير شاهد على ذلك أن اليوم العالمي للصحافة يأتي وهناك 19 صحفيا معتقلاً داخل السجون «الإسرائيلية» .
وتابع محدّثنا القول «العام المنقضي ودعنا أحد الصحفيين عند الحدود الشرقية لغزة بنيران الاحتلال ،وإلى جانب ذلك على مدار اللحظة يتعرض زملاؤنا للتنكيل و الإهانة عبر عشرات الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة الغربية ، كل هذا وأكثر يحدث دون أي تحرك جدي من قبل الهيئات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وبحرية التعبير ، وبالصحفيين أيضاً ، وهذا برأينا هو ما يشجع «إسرائيل» على المضي في انتهاكاتها وعربدتها».
وأشار عبيد إلى أن المؤسف أيضاً أنه ورغم هذا الاستهداف من قبل الاحتلال لا يسلم الصحفي الفلسطيني من بعض الانتهاكات والممارسات على أيدي أجهزة الأمن سواء في الضفة أو في قطاع غزة ، وذلك أسوة بما يتعرض له الزملاء في البلدان المجاورة من قمع وملاحقة ، مؤكّدا انّ «حرية التعبير محاربة ولو بمستويات».
الإعلامي السوري أيهم بني المرجة لـ«المغرب»
«مفهوم الحرية الصحفية يختلف من بلد إلى آخر لكنه يبقى محدودا»
أشار الإعلامي السوري أيهم بني المرجة في حديث لـ«المغرب» إلى عدم وجود إعلام مستقل بشكل كامل ، مضيفا انّ الحقيقة في حدّ ذاتها تحتاج في بعض الأوقات إلى الانحياز . وتابع بني المرجة أنّ «الصحافة في العالم العربي منقسمة بشكل كبير وتعرضت لـ«سايكس بيكو» مركّب ، اذ لا قاسم مشترك فيما بينها سوى الأحرف العربية أما مضمونا فالإعلام والصحافة العربية أغلبها تنطق باسم أنظمة أو أحزاب أو شخصيات نافذة وهذا أمر طبيعي». واعتبر محدّثنا ان هامش الحرية في الصحافة العربية بمفهومها الصحفي محدود جدا فهي تتبع لأنظمة وضوابط تفرضها الوسيلة الإعلامية ومن وراءها ، مشيرا إلى أنّ مفهوم الحرية الصحفية يختلف من بلد إلى آخر لكنه يبقى محدودا. واكّد الصحفي والإعلامي السوري أنّه لايمكن تقييم واقع الصحافة في سوريا في المرحلة الحالية بشكل دقيق بالنظر إلى المرحلة الصعبة التي تمرّ بها البلاد مضيفا ان دور وسائل الإعلام الحقيقي يظهر في خضم الأزمات.
الصحفي الجزائري محمد هابط لـ«المغرب»
«الاعلام الجزائري قطع شوطا هاما نحو الحرية
إلاّ انه لا يخلو من نقائص»
الصّحفي الجزائري محمد هابط قال في تصريح لـ«المغرب» أنّ الإعلام في الجزائر قطع شوطا هاما من حيث حرية التعبير سيما بعد إدخال تعديلات في قانون الإعلام في الدستور الجديد على حدّ تعبيره.
وأضاف أنّ «التعديلات الأخيرة زادت هامش الحريات من خلال إلغاء تجريم الصحفي ورفع الرقابة على نشاطه ، الاّ ان ذلك لم يلغى بعض النقائص» ، معتبرا انّ الإعلام العربي في اعتقادي بات أكثر خضوعا لسلطة المال التي باتت توجه غالبا العمل الصحفي على حدّ قوله.