ولعل في مقدمتها صفقة القرن وما يدور من كواليس لدى صناع القرار الصهيوني من اجل تنفيذها على ارض الواقع بالرغم من الرفض الشعبي العربي ...
تنعقد القمة العربية الطارئة بمكة في ظل حروب تسمم اجواء المنطقة علاوة على التهديدات المتصاعدة غير المسبوقة بين ايران وواشنطن ... كل ذلك يجعل منها قمة هامة امام مفترق الطرق والمسارات التي تنتظر الشرق الاوسط . وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يترأس وفد بلاده لهذه القمة العربية الطارئة اكد انها ستكون قمة رفض صفقة القرن بشكل معلن ورسمي . وقال مستشاره للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، ان المقترح الفلسطيني يتركز على دعوة العرب الى رفض جميع الإجراءات التي اتخذتها واشنطن .
وفي الحقيقة فان الرئيس عباس كان حازما وصريحا في موقفه الذي اعلنه امس بخصوص هذه الصفقة واصفا اياها بالعار معتبرا انها ستذهب إلى «الجحيم». وهو موقف يحسب للقيادة الفلسطينية في خضم كل الضغوطات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تتعرض لها من قبل الاحتلال الاسرائيلي وحلفائه الامريكيين من أجل تمرير هذه الصفقة او النسخة المعدلة من وعد بلفور المشؤوم . لكن هذه المرة الصوت الفلسطيني كان موحدا في رفض المؤامرة الجديدة التي تتربص بقضيتهم وبأرضهم وبحقوقهم المسلوبة . كما دعا الرئيس عباس الى رفض مؤتمر البحرين الذي سينعقد خلال الشهر جوان القادم معتبرا بان من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلق عليها آمالا ولا نقبل بها لأن قضيتنا سياسية بامتياز.
ولعل السؤال الذي يطرح هل سيسمع العرب المجتمعون في قمة مكة هذا الصوت الفلسطيني الرافض للمؤامرة الامريكية الجديدة وهل جاءهم نبأ الفلسطينيين الذين أعلنوا بكل صراحة بان وطنهم ليس للبيع بالمزاد العلني الذي سيجرى في ورشة البحرين الاقتصادية ...وان اية وساطة خليجية لتمريرها سيكون مسارها الفشل والصد من قبل أصحاب الأرض. .
واللافت هو الدعوة التي تلقاها الامير القطري للحضور في هذه القمة، بالرغم من كل مناخات العداء التي تطبع العلاقات بين البلدين منذ فترة، فهل ستكون قمة مكة مناسبة لاستعادة ولو الحد الادنى من التضامن العربي المفقود وهل ستسقط صفقة القرن ؟.