الباحث والمحلل السياسي اللبناني محمد شمص لـ«المغرب»: الضربات العسكرية الاسرائيلية ضد سوريا تأتي في إطار محاولة إشعال حرب جديدة في المنطقة

تطرق المحلل والكاتب السياسي اللبناني محمد ضمث في هذا الحوار لـ«المغرب» الى احتمالات حرب امريكية ضد ايران

في المنطقة مستبعدا إمكانية وقوع هذا السناريو ومؤكدا الى ان اسرائيل تدفع إلى هذه الحرب

• اولا هل تتوقعون حربا امريكية ايرانية في المنطقة بعد هذا التصعيد؟
لا اعتقد ان هناك حربا أمريكية ايرانية قريبة او وشيكة لان هناك رفضا امريكيا من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب لهذه الحرب وايضا لان هناك انقساما داخل الكونغرس الامريكي بين الديمقراطيين والجمهوريين. كما ان ايران اعلنت انها لا تريد هذه الحرب ولكنها ستدافع عن نفسها. وباعتقادي ان هذه الحرب غير ممكنة في المستقبل القريب والضغوطات التي تتعرض لها ايران ستتواصل مع المزيد من العقوبات الاقتصادية الامريكية على الجمهورية الاسلامية.

• وما رؤيتكم للضـــربة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا وهل لها علاقة بالتصعيد الحاصل في المنطقة؟
الاعتداء الاسرائيلي الاخير على سوريا هو محاولة اسرائيلية متكررة لضرب توازن الردع بين سوريا و«اسرائيل» من جهة وتحقيق اهداف عسكرية لمنع ايجاد قواعد عسكرية ايرانية متقدمة في الجولان السوري من جهة اخرى. وهذه الاهداف لم تتحقق، فعلى مستوى ميزان الردع ما زال قائما وسوريا تصدت لهذه الطائرات وأسقطت الصواريخ الاسرائيلية، ولم تحقق الغارات الاسرائيلية اهدافا عسكرية ميدانية ولم تصب قواعد عسكرية مهمة. والإيرانيون لا يمتلكون قواعد عسكرية في الجولان انما لديهم مستشارون عسكريون يدعمون وجود مقاومة عسكرية في الجولان. اذن هناك فشل سياسي وعسكري وميداني وهذه الغارات الاسرائيلية تتكرر باستمرار دون ان تحقق اهدافها.
اما بخصوص علاقة هذه الغارات بالتصعيد الامريكي الحاصل ضد ايران، فأقول ان الضربات العسكرية الاسرائيلية تأتي في ظل اجواء مشحونة في المنطقة وتصعيد خطير اثر الحشود العسكرية الامريكية في منطقة الخليج تحديدا، مع محاولات فريق بنيامين نتنياهو وجون بولتون وبعض الدول الخليجية إشعال الحرب بين ايران وامريكا. رغم ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان صريحا وقال انه لا يريد الحرب مع ايران ولكن التقارير المزيفة التي تأتي هي التي تحاول ان وتدفع المنطقة الى حرب.
فالضربات العسكرية على سوريا تأتي في اطار محاولة اشعال حرب جديدة في المنطقة تستدرج من خلالها الامريكيين لمواجهة مع ايران وسوريا وحلفائها في المنطقة سواء في العراق او لبنان او غزة.

• كيف هو المشهد اليوم في سوريا؟
ما يحدث في سوريا هو عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري مع حفائه الايرانيين والروس يوم الاثنين الماضي بتحرير ادلب آخر معاقل الارهابيين في سوريا . علما ان هناك من يستفيد من مصير المدنيين الذين تتخذهم جبهة النصرة واحرار الشام كمتاريس بشرية للبقاء وللحفاظ على وجودها. وللأسف نشاهد ان المجتمع الغربي والأمريكي يحاول ان يدافع عما تبقى من الجماعات الارهابية لتبقى ورق ضغط ضد النظام والدولة السورية.
هناك تفاهم روسي ايراني واضح مع الدولة السورية لانجاح العملية العسكرية التي بدأت ولم تتوقف وقد حققت انجازات خلال المدة الماضية بتحرير عدة قرى في ارياف حلب وادلب . وستستمر هذه العملية العسكرية بطريقة القضم الجزئي وصولا الى مدينة ادلب التي يتواجد فيها اكثر من 30 الف من الجماعات الارهابية وتحديدا جبهة النصرة الذين يشكلون خطرا دائما وأساسيا على المواطنين السوريين وسوريا وسيادتها .

• كيف هي معادلات القوى في سوريا وخارطة تقسيم النفوذ؟
المعادلة في سوريا واضحة اذ لا يوجد تغيير اساسي ، سوريا استطاعت هزم الارهاب وهزيمة المشروع الذي رعته امريكا واسرائيل بدعم الجماعات الارهابية ومحاولة تفكيك البلاد . لقد انتهت الحرب في سوريا وبقيت بؤرة واحدة هي ادلب يراد منها ان تبقي نزيف الدم السوري. واجتماع مجلس الامن الدولي امس هو محاولة -بايعاز امريكي وغربي- لايقاف العملية العسكرية في ادلب تحت ذرائع حقوق الانسان . ولكن هناك شيء خطير كشفت عنه المخابرات الروسية هو محاولات جبهة النصرة الإعداد لمسرحية كيميائية جديدة في محاولة لزج الغرب والامريكيين في حرب عسكرية في سوريا . وهذه المحاولة كما المحاولات السابقة لو حدثت ستؤول إلى الفشل لان سوريا منتصرة ولا يمكن ان تلجأ للسلاح الكيميائي.
تركيا تقف موقف المتردد رغم انها تفاهمت مع روسيا في موضوع ادلب لكنها لا تزال اقرب الى الموقف الغربي والأمريكي الذي يحاول منع العملية العسكرية في ادلب والحفاظ على الجماعات الارهابية تحت عناوين حقوق الانسان ودماء الابرياء والمواطنين هناك.
المعادلة واضحة فالتحالف السوري الروسي الايراني يتقدم ومعركة ادلب ستكمل طريقها ولكنها تحتاج الى وقت فهناك حوالي 30 الف عنصر في محافظة ادلب من الجماعات الارهابية وهذا رقم كبير لكنها ستنتهي بنجاح وبذلك يمكن لسوريا ان تقول انا انهت الحرب التي شنت على هذا البلد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115