فايز السراج دون حسم من احد الطرفين. فقوات الجيش تبرر عدم حسمها للمعركة بالحفاظ على سلامة المدنيين والأملاك العامة والخاصة، وترى ان افضل سيناريو للفتك بالمليشيات وسحقهم هو استدراجهم الى خارج المناطق السكنية، بينما لم يصدر تبرير مقنع من المجموعات المسلحة المدافعة عن مصالحها في طرابلس اذ تكرر باستمرار تأكيد دحرها لقوات الجيش الى مناطق غريان و ترهونة.
ويرجع خبراء الاسباب الحقيقية لعدم قدرة الطرفين على حسم الحرب الى عامل التوازن في القوة على الارض وحتى في الاجواء ،وهذا سوف يطيل الحرب حول طرابلس. وبالإضافة الى ذلك يتزامن الجمود في العملية العسكرية مع استفحال الازمة الانسانية بشكل مقلق سواء ما يتعلق بالنازحين او العالقين وسط مناطق المواجهات او معضلة علاج الجرحى لذلك تعددت الدعوات لوقف الحرب والعودة للمفاوضات والحوار.
ويرى مراقبون بان عدة اطراف نافذة سواء سياسية او اذرع مسلحة من مكونات تيار الاسلام السياسي اخوانا كانوا او تابعين للجماعة المقاتلة سوف يعرقلون اي قرار بوقف الحرب والعودة للعملية السياسية والتي ستقود وجوبا الى انتخابات رئاسية وتشريعية .لذلك اضاف المراقبون اشتراط السراج رئيس حكومة الوفاق في لقاءات له مؤخرا في اوربا ضرورة اقتران وقف الحرب بعودة قوات حفتر الى مناطق انطلاقها ،ويقصد الى ما بعد هراوة برقة.وتدرك جماعة الاخوان والجماعة المقاتلة المسيطرين على القرار السياسي ان حفتر لن يقبل التراجع وانه لن ينسحب قبل انجاز اهداف طوفان الكرامة او تنفيذ السراج لتفاهمات قمة ابوظبي.
ومع استمرار الاقتتال حول طرابلس طفت على السطح بعض التلميحات من طرابلس ومصراتة حول وجود مقترح لدى الفاعلين السياسيين والعسكريين يتبنى اعادة انشاء وإحياء الجمهورية الطرابلسية ،وان احدى الدول الاوروبية شهدت الاسبوع الماضي اجتماعا ناقش الامر بحضور شخصيات سياسية من طرابلس – حكومة الوفاق .
يشار الى أن المتابع والمدقق في العبارات والمصطلحات التي يتمسك بها السراج في ادانته للقائد العام للجيش المتابع يلاحظ استعمال عبارات القوات الغازية هجوم برقة – قبائل برقة – العدوان في طرابلس، وهذا كله يذكر الرأي العام الليبي بمرحلة الجمهورية الطرابلسية وتقسيم ليبيا .
رغم استبعاد المراقبين المحليين لإمكانية تقسيم ليبيا إلا ان البعض يؤكد ان لا شيء يمنع ذلك السيناريو .وأضاف هؤلاء بان الجمهورية الطرابلسية الان قائمة – رئاسة اركان – مجلس النواب – حكومة – مصرف مركزي و القوات الغازية مثلما يردداخوان ليبيا و الدول الداعمة لهم تركيا قطر في حال اعلنت الجمهورية الطرابلسية سيتم اجبارها على الانسحاب .
تنظيم الاخوان المسلمين ليس لديه من طريقة او سيناريو للبقاء في كرسي الحكم والحفاظ على مصالحه في ليبيا إلاّ من خلال عودة الجمهورية الطرابلسية، ويكون الاخوان او من يمثلهم حاكما عليها في ظل دعم خارجي لحفتر والتفاف قبلي حوله بما سوف يحول دون هزمه ودحره . جماعة الاخوان والجماعة المقاتلة ودعاة عودة التقسيم يعلمون ان النفط والطاقة عموما لم يعد حكرا على اقليم برقة و ذلك بعد اكتشاف حوض غدامس، وما يتخلله حقل البوري البحري وما سوف يعرقل مشروع الاخوان ربما يكون تمسك قبائل برقة و فزان بوحدة ليبيا ووجود تمثيل لكل الاقاليم صلب جيش حفتر الجيش الليبي .