الجديدة في اقليم كشمير تحت مسمى «امارة الهند»... اذ يبدو جليا انه بعد سلسلة الهزائم التي مني بها في سوريا والعراق اخذ هذا التنظيم الارهابي يبحث عن موطئ قدم جديد له ليثبت بأنه ما زال قادرا على المناورة . وفي ظل الاوضاع الهشة التي يعاني منها اقليم كشمير فانه اصبح فريسة سهلة للمتشددين وذلك رغم نفي الحكومة الهندية وجود مسلحين من تنظيم «داعش» الارهابي.
واقليم كشمير هو منطقة متنازع عليها بين الهند وباكستان ، وبدأ هذا النزاع مباشرة بعد تقسيم الهند في عام 1947، وكان الاقليم سببا في اندلاع ثلاث حروب بين البلدين حول كشمير . وتذكر العديد من التقارير بان منفذي اعتداءات سريلانكا تلقوا تدريبهم في كشمير مما يعني ان هذا الاقليم بات الوجهة الاساسية للتنظيم بعد سوريا والعراق بسبب الاوضاع الهشة والاضطرابات التي يشهدها بشكل مستمر . وكان «داعش» الارهابي قد اعلن عن تشكيل جماعة تابعة له في كشمير عام 2016 تحت اسم «داعش في جامو وكشمير».
اما ابعاد اعلان «داعش» امارة جديدة في كشمير فيقول المحلل والكاتب الكردي المختص في العلاقات الدولية زيد سفوك لـ«المغرب»: «يبدو بان النظام العالمي يحاول فتح جبهة هناك، وغالباً فإن المصالح بدأت تنفد في الشرق الاوسط وعلى ممولي التنظيم ايجاد امكنة أخرى وبالتالي اين يتواجد داعش ستتواجد قوى عظمى».
هل نحن امام مرحلة جديدة من الارهاب وهل تغيرت استراتيجيات الارهابيين من الشرق الاوسط الى الهند وباكستان؟ يجيب سفوك بالقول :«الاستراتيجية هي ذاتها التدمير والقتل والاستعمار لكن بطرق حديثة بعيدة عن مصطلح الاحتلال والشرعية». واكد الكاتب الكردي السوري المختص في العلاقات الدولية بان اية دولة لها مصالح لدى دولة اخرى وتريد الاستحواذ عليها تحتاج الى تنظيم ارهابي لشرعنة وجودها والاستحواذ على ما يريد .
وقال سفوك ان تنظيم القاعدة ما يزال هو منبع هذا الفكر التكفيري، وغالبية التنظيمات الارهابية الاخرى مجرد خلايا نائمة لمن يدفع لهم ليتم تنشيطهم وتهيئة اسم جديد الى حين تنفيذ ما هو مطلوب منهم. اما عن تداعيات كل ذلك على المشهد في الشرق الأوسط فيوضح بالقول :«مع الاسف لم يعد هناك شرق، السواد بات يخيم على المنطقة برمتها، المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الامن باتت مجرد غرف للتداول والجلوس والانتظار ، اما الشعوب فتُقتل بدماء باردة دون ان يتحرك احد لوقف نزيف الدماء».
ويأتي هذا الإعلان عن قيام امارة داعشية في الهند بعد أيام من اشتباكات وقعت بين مسلحين متشددين من «داعش» وقوات الأمن في الإقليم، قتل خلالها عدد من الجنود الهنود. ويؤكد المحلل والكاتب الكردي زيد سفوك ان التنظيم لم ينته بعد في سوريا والعراق وانه منذ آخر معركة له في الباغوز شرق سوريا كان قد هيأ لعناصره انفاقا ومهربين باتجاه الحدود العراقية ومن جهة اخرى باتجاه البادية السورية ، وأشار الى ان «داعش» ينتهي حين يتم وضع حد لمموليه من دول المنطقة.