الذي حل بالقاهرة في زيارة غير معلنة هي الثانية له في غضون شهر . فيما عاد رئيس مجلس حكومة الوفاق فائز السراج الى طرابلس بعد جولة اوروبية شملت ايطاليا المانيا فرنسا و بريطانيا .
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية افاد بان الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى القائد العام للجيش الليبي المشير حفتر بحضور وزير الخارجية سامح شكري .حيث جرى استعراض اخر تطورات معركة تحرير طرابلس من الميليشات المتطرفة ، وجدد السيسي مرة اخرى رفضه كل تدخل خارجي في الشأن الليبي مهما كان نوعه ومأتاه .
الجدير بالتنويه ان اطلاق حفتر لعملية طوفان الكرامة لتحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة في الرابع من افريل الفارط عمق الخلاف بين الجزائر ومصر وذلك بعد ان نددت الجزائر بتحرك قوات حفتر الى غرب ليبيا .ودعا وزير الخارجية الجزائري الى اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تونس الجزائر ومصر خلال الايام القليلة القادمة .
غير ان ملاحظين استبعدوا إمكانية لقاء وزراء خارجية تونس الجزائر ومصر في ظل الخلاف العميق ما بين مصر والجزائر سيما بعد استقبال السيسي امس الاول للقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر، وتأكيد دعم مصر الكامل لتحركات الجيش في الحرب على الارهاب والميليشيات المتطرفة .
جولة اوروبية للسراج
من جانب آخر انهى فائز السراج جولته الاوروبية دون تحقيق ما ذهب لأجله وهو ادانة القائد العام للجيش وانسحاب قواته الى أماكنها السابقة . كشرط من حكومة الوفاق للقبول بوقف اطلاق النار .
فالرئيس الفرنسي ماكرون تحدث عن دعم بلاده لمشروع وقف اطلاق النار ومعنى ذلك ان قوات حفتر ستبقى في اماكن تمركزها الحالية على تخوم طرابلس. الرئيس الفرنسي اضاف بان فرنسا تعمل رفقة شركائها في مجلس الامن على ارسال مراقبين للسهر على تنفيذ قرار وقف اطلاق النار الذي يمكن ان يصدر عن مجلس الامن قريبا.
ويرى مراقبون أنه رغم حرب طرابلس وتطورات المشهد السياسي والعسكري فشل السراج في اقناع حلفائه بدعمه عسكريا باستثناء تركيا وقطر . كما انه بصدد دفع ضريبة بعض اخطاء اعضاء حكومته، فالذي صدر عن وزير الداخلية فتحي باشا اغا بإعلانه تجميد التعاون مع فرنسا وتعليق جميع الاتفاقيات. وهو ما انعكس على طريقة استقبال ماكرون للسراج والتي كانت فاترة وباهتة ، اضافة الى ذلك لم يتم تنظيم مؤتمر صحفي مثلما جرت العادة والعرف الدبلوماسي عندما يزور رئيس دولة قصر الاليزي.
تصدعات داخلية
محليا السراج يخشى من حدوث تصدع داخل بركان الغضب – نسخة ثانية من فجر ليبيا- تصدع واقتتال يمكن ان يندلع في اية لحظة ،فالسراج في وضعية لا يحسد عليها فسلطته تقلصت بعد زحف حفتر الذي سيطر على 95% من مساحة البلاد .وهو يراهن على حلفائه في الخارج لتحويل تعهداتهم الى واقع واحترام وثيقة الاتفاق السياسي والقرارات اللاحقة الصادرة عن مجلس الامن الدولي المتعلقة بمعاقبة كل معرقل للاتفاق .لذلك الجدل الان هل ان ما يقوم به حفتر يدخل في خانة العرقلة؟ .
من وجهة راي سلطات طرابلس حفتر معرقل ومجرم ومتمرد وجب ملاحقته محليا و دوليا وهو من دعاة عسكرة الدولة.اما الطرف المقابل فيرى في حفتر القائد المنقذ للبلاد والعباد من الميلشيات ومن حكومة ضعيفة و ان عسكرة الدولة هي الجارية منذ 2011.