الجيش الليبي بقيادة حفتر او المجموعات المسلحة التابعة لحكومة السراج من حسم المعركة . ولا تزال عمليات الكر والفر متواصلة في ضواحي العاصمة طرابلس؛ وحول مطار طرابلس الدولي والحصيلة حتى اليوم بناء على مصادر طبية هي قرابة 457 قتيلا بينهم 62 مدنيا ( منهم طبيبان و 13 سيدة و 18 طفلا). اضافة الى 2243 جريحا حالتهم تترواح بين البسيطة والمتوسطة .
ومع محاولات حفتر التقدم نحو وسط العاصمة تزداد الضغوطات الدولية عليه، ويرى مراقبون انه في ظل صعوبة الحسم النهائي فانه لا حل امام حفتر سوى القبول بما حققه حتى الآن والشروع في مفاوضات جديدة مع حكومة الوفاق . فميدانيا يبدو ان كلا من حكومة الوفاق والجيش الليبي بقيادة حفتر ليسا قادرين على حسم المعركة مع تزايد تعرض المدنيين للخطر .وقد خسرت حكومة الوفاق منذ بدء الهجوم مساحات واسعة من الاراضي في صبراتة وصرمان . وتذكر تقارير بان هذه المناطق اصبحت تحت سيطرة حفتر. ورغم ذلك فان الرجل القوي في ليبيا لم يستطع احكام سيطرته على العاصمة نهائيا رغم الحصار المفروض عليها منذ قرابة شهر ، فميناء طرابلس يتبع سيطرة حكومة الوفاق بكل ما يمثله من عنصر استراتيجي هام للتموين .
واعاد هجوم طوفان الكرامة العملية السياسية الى المربع الأول، فبعد التوصل الى خارطة طريق اممية تنص على انهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا من خلال انجاز انتخابات عامة وعقد مؤتمر وطني جامع ، يأتي هذا الهجوم ليفاجئ الجميع وينسف الخطة الاممية.
في المقابل يحاول رئيس حكومة فايز السراج البحث عن دعم خارجي لحكومته وحشد دعم دبلوماسي أوروبي في مواجهة هذا الهجوم، وبدأ اول امس جولة اوروبية التقى خلالها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي اعلنت، أن بلادها تسعى لإيجاد موقف أوروبي موحّد يعجل بوقف إطلاق النار في العاصمة الليبية طرابلس والعودة إلى المسار السياسي. . وكانت ميركل أكدت على أهمية إسهام الاتحاد الأفريقي في جهود إنهاء الأزمة في ليبيا.
محاولات السراج للاستنجاد بالخارج ايضا شملت ايطاليا فقد التقى برئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، وطلب من روما المساعدة في وقف الهجوم. وأثنى السراج على موقف الحكومة الإيطالية الذي قال عنه إنه «كان واضحا في إدانته العدوان على طرابلس»، مشيدا بـ«مساهمات روما الإنسانية خلال الحرب التي خاضتها قوات حكومة الوفاق على الإرهاب في سرت وغيرها من المدن، ودعمها خفر السواحل الليبي، ومساهمتها الفعالة في معالجة تداعيات ملف الهجرة غير الشرعية»، حسب ما جاء في بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
من جهته، أكد كونتي أن إيطاليا «تدرك جيدا أن الحرب (في طرابلس) يمكن أن تتسع، بما يلحق الضرر بليبيا والمنطقة (بأسرها)»، مضيفًا أن «جهود بلاده لن تتوقف إلى أن تجد نهاية سريعة وعادلة توقف نزيف الدم».
كما يلتقي فائز السراج بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يتوجه بعد ذلك إلى بريطانيا، يأتي هذا اللقاء وسط توتر في العلاقة بين باريس وحكومة الوفاق باعتبار ان فرنسا من اكبر الداعمين لحفتر .
وكان وزير الخارجية جان ايف لودريان اكد في حوار مع صحيفة «لوفيغارو» ان حفتر، هو «جزءٌ من الحلّ السياسي» في ليبيا.
وفي خضم كل هذه الاحداث فان هناك اصواتا تدعو الى هدنة انسانية مع تفاقم الوضع الانساني ونزوح أكثر من 56 ألف شخص. وكانت الامم المتحدة قد دعت الى هدنة انسانية بمناسبة شهر رمضان ولم يقع حتى الان الرد عليها من قبل حكومة الوفاق او المشير خليفة حفتر.