منـبـــر: فشل الرهان الأمريكي في سوريا

فشل الرهان الأمريكي لإسقاط سوريا بعد أن غامر ترامب بكل رصيده، سواء محاولته لاستغلال التحولات الكبرى،

أو ضعف الدول العربية أو من خلال مساندته ودعمه للدواعش وأخواتها. اذ لم يترك ترامب اجتماعا أو مناسبة إلاّ وهاجم من خلالها سوريا، فلم يعد هناك شك بأنه يقود مؤامرة أمريكية صهيونية بامتياز من خلال استهدافه عبر مجموعة من العقوبات الموجهة تجفيف الموارد المالية للحكومة السورية إذ لجأت إلى ممارسة الإرهاب الاقتصادي من خلال الحصار وتضييق الخناق على شعب اختار الصمود في وجه الإرهاب المدعوم دوليا وإقليمياً، وفرضت أمريكا عقوبات اقتصادية مشددة طالت كل النواحي والقطاعات الحيوية وحتى الشركات أو الدول التي تتعامل مع الدولة السورية هنا لا بد أن نذّكر بقدرة الدولة السورية على الإستشعار عن بعد فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية كونها تملك مجموعة كبيرة من الخيارات بهذا الشأن.

الرئيس الأمريكي يظهر بسبب سوريا في وضع سيء، وبحسب الاستطلاع الذي أجرته إحدى الجامعات الأمريكية، يعتبر ترامب أسوأ رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، وفي إشارة إلى تراجع الدعم للرئيس اختار واحد من كل ثلاثة أمريكيين ترامب ، كما أظهر الاستطلاع مستوى من الخيبة لدى الناخبين في الإدارة الأمريكية، وأهم القضايا التي انتقد فيها الأمريكيون ترامب كانت إدارته للاقتصاد و تعامله مع أزمة سوريا، وهنا أستطيع القول بأن أمريكا خسرت الكثير دولياً وقد تحتاج إلى سنوات عديدة لترميم ما دمره ترامب في فترة حكمه من وصول هيبة وسمعة أمريكا إلى الحضيض.

لذلك يمكن القول أن الولايات المتحدة أصبحت غير قادرة على التعامل مع جميع الأزمات الدولية، في الوقت الذي تلعب فيه واشنطن دور القيادة من المقاعد الخلفية، وبالتالي فإن المصداقية الأمريكية على المحك، ويمكن تلمس حالة التخبط الأمريكي من خلال إعراب وزير الدفاع الأمريكي، عن قلقه لوجود مستشارين عسكريين روس وإيرانيين إلى جانب القوات السورية، معتبرا تواجدهم سيساهم في تأجيج النزاع والفوضى في سورية وقد يجهض الحملة ضد داعش، هذه الطريقة من الكلام، تكشف وتدلّ على مدى العجز والقلق الذي تشعر به أمريكا وحلفاؤها، إزاء تطورات الأوضاع في سوريا.

فالمتتبع لمواقف الولايات المتحدة يستطيع أن يرى قراراتها المتحيزة لبعض القضايا منها القضية الفلسطينية التي لا تزال إسرائيل تقتل الفلسطينيين، فإسرائيل تقتل وتدمر كيفما تشاء، وواشنطن تتحدث عن ضرورات ضمان أمن إسرائيل، هذه السلوكية العدوانية الإسرائيلية هي السبب في إفشال مساعي السلام ، ونرى العراق اليوم الذي حولته الولايات المتحدة الى ساحة عنف وقتال طائفي وأرض للعصابات وساحة مفتوحة لكل الناس مكرسة الانقسام بين السنة والشيعة عن طريق بث المعلومات الكاذبة بهدف تحقيق الفوضى والخراب في العراق، ولا ننسى محاولة تفتيت اليمن ومصر وتونس والسودان ولبنان والصومال من خلال محاولة صنّاع القرار الأمريكيين تأجيج الخلافات وتشجيع النعرات الطائفية وإنشاء تكتلات دينية مختلفة في هذه الدول.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115