المصادر إلى الحرج الكبير الذي يشعر به السراج أمام الرأي العام الخارجي والداخلي .ويرى متابعون لمسار الاقتتال الدائر الآن بين قوات حفتر وقوات الوفاق بأن ما يتباهى به السراج وقواته من إنتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت لن يبعد عنه الاتهام باستنجاده بالجماعات المتطرفة في الحرب الدائرة حول طرابلس. فتنظيم مثل أنصار الشريعة سبق له أن حارب وقاتل ‘’داعش’’ فهل يعني ذلك أن أنصار الشريعة ليس تنظيما إرهابيا .
زد على ذلك أن أحد مكونات قوات السراج ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي المصنف جماعة إرهابية وينضوي تحت غطائه بقايا فلول القاعدة و«داعش» وأنصار الشريعة الفارين من معركة بنغازي، مع تقدم حرب طرابلس ظهرت أسماء متطرفة ومطلوبة دوليا مثل أبو عبيدة الزاوي – مصطفى الشركسي –عبد الرحمان الميلادي المتهم دوليا بتهريب البشر – صلاح بادي – إبراهيم الجضران هذان الإسمان شملتهما عقوبات مجلس الأمن الدولي دون نسيان وزير دفاع الوفاق السابق المهدي البرغثي الذي أوقفه السراج لاتهامه بالتورط في مجزرة براك الشاطئ، قائمة المطلوبين دوليا تشمل كذلك المدعو بالعم المتهم بتهريب البشر انطلاقا من ميناء صبراتة .
طبيعة تكوين المجموعات المسلحة التي وجد السراج نفسه مجبرا على التعامل معها ومنحها مسؤولية حمايته، يدرك هو ذاته استحالة جعلها ترضخ للأوامر العسكرية. كما يدرك السراج بصفته القائد الأعلى للجيش أنه لا يمكنه تنفيذ العقوبات العسكرية عليها في حال ارتكبت تجاوزات مثلما هو لا يستطيع منع الأسماء المتطرفة والمطلوبة من الظهور، في المقابل نجد ان القيادة العامة للجيش لديها اسما وحيدا مطلوبا للجنائية الدولية وهو ضابط القوات الخاصة الصاعقة الرائد محمود الورفلي والذي أفرج عنه المدعي العام العسكري ببنغازي بعد ثبوت براءته. الورفلي إلتزم بالتعليمات العسكرية ولم يظهر والأمر يتعلق بالمطلوبين دوليا ومدى سيطرة القائد الأعلى للجيش السراج و القائد العام للجيش حفتر على قواته.
وليس معنى الذي سبق أن ضباط حفتر لم يرتكبوا تجاوزات في حرب طرابلس لكن ما تتميز به القيادة العامة للجيش عن قيادة الوفاق ان الأولى أوقفت من أخطأ ووضعته وراء القضبان، بينما نرى رموزا من تنظيم القاعدة ومطلوبين دوليا الى جانب السراج وهم اقرب الى امراء الحرب، وليس معنى هذا ان السراج ليس لديه ضباط وعسكريون يأتمرون بأوامره غير ان الجماعات المتطرفة هي الطاغية على المشهد العسكري وذلك ما أحرج السراج خارجيا و محليا .
ضغوطات على «ترامب»
انتقد رئيس لجنة الاستخبارات بالكونغرس الأمريكي الرئيس دونالد ترامب على خلفية إشادته بجهود حفتر في الحرب على الإرهاب وتأمين الموارد النفطية لليبيا وبالتالي دعمه للعملية العسكرية التي اطلقها حفتر لتحرير طرابلس من المليشيات المسلحة . جدير بالإشارة الى ان عدة أصوات داخل الولايات المتحدة انتقدت دعم حفتر .
ومن المتوقع ان تتزايد تلك الضغوطات على ترامب لكن دون توقع تراجع الرئيس الأمريكي عن موقفه أما عن حلفاء السراج في دول الإقليم، تركيا قطر فهو مستعد بسبب مشاكل الدولتين الداخلية والخارجية تركيا بسبب تداعيات خسارة الإخوان للانتخابات البلدية وأزمة سوريا وأيضا الأزمة الاقتصادية وبرود العلاقات مع واشنطن ودولة قطر بسبب تداعيات الحصار من جيرانها على خلفية دعمها للجماعات الإرهابية وقربها مع إيران وتركيا .