الكثير من التعاليق والجدل حول تداعيات مضمون المحادثة الثنائية على الازمة الليبية والعملية العسكرية التي اطلقها الجيش الليبي لتحرير طرابلس مما سماها بالمليشيات المسلحة والارهاب .
كان البيت الأبيض قد أعلن في بيان أمس الاول عن اجراء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالا هاتفيا مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الاثنين الفارط وأضاف البيان أن المكالمة كانت بطلب من ترامب . ويرى متابعون ان هذا الاتصال كان بمثابة اقرار من ترامب بدور حفتر في الحرب على الارهاب وتأمين الموارد النفطية بليبيا، كما تناول الاتصال الهاتفي وفق البيان مناقشة الرؤية المشتركة لانتقال ليبيا الى نظام سياسي ديمقراطي مستقر .
الجدير بالإشارة الى ان الموقف الامريكي تغير لفائدة حفتر منذ جلسة مجلس الامن الدولي الاخيرة، واصطف الى جانب روسيا لأول مرة في المجلس وذلك من خلال معارضة مشروع قرار بريطاني ألماني يدعو الى وقف الحرب في طرابلس. ليأتي بعد ذلك ما كشفه البيان الصحفي الصادر عن البيت البيض بخصوص الاتصال الهاتفي بين ترامب وحفتر ليعلن عن دعم امريكي للجيش الليبي ويزيل سمة الغموض التي طبعت السياسة الامريكية حيال الملف الليبي والصراع المسلح وحرب طرابلس الحالية .
ويرى خبراء ومراقبون بأن ترامب ومع تصاعد الازمة مع دول منتجة للطاقة اي ايران و فنزويلا اقدم على دعم الطرف القوي على الارض في ليبيا والذي يسيطر على النفط والغاز وسحق الجماعات الارهابية في بنغازي و درنة والجنوب ، وهو حاليا يحاصرها ويحاربها في اخر معاقلها في طرابلس. وأضاف المراقبون بأن ترامب يدرك بأن مخرجات ملتقى «غدامس» مهما كانت مخرجاته لن ينهي الازمة والفوضى لسبب بسيط وهو فشل السراج في تنفيذ الترتيبات الامنية وبناء جيش حتى شبه نظامي .
حسم المعركة اصبح وشيكا
في غضون هذه التطورات واصل الجيش الليبي مهاجمة المجموعات المسلحة المدافعة عن طرابلس، حيث اعلنت القيادة العامة قصف مقاتلاتها لتمركزات تلك المجموعات بالساعدية محققا اصابات مباشرة واتهمت قيادة الجيش مجددا دولتي قطر وتركيا بإرسال اسلحة ومقاتلين الى غرب ليبيا.كما اكدت ان كتيبة كاملة من دواعش سوريا وصلت الزاوية عبر تركيا وانضمت للمجموعات المسلحة التي يقاتلها الجيش على ابواب طرابلس .
في ذات السياق اكد اللواء احمد المسماري الناطق باسم الجيش بأن حسم المعركة اضحى قريبا، وان ما يعرقل تقدم الجيش نحو وسط العاصمة هو الحفاظ على سلامة المدنيين والممتلكات العامة والخاصة..
في ظل المتغيرات والتحولات الحاصلة و مع الفوارق الواضحة في ميزان القوى بين الجيش الذي يقوده حفتر والطرف المقابل والذي هو عبارة عن مجموعات مسلحة غير متجانسة، يؤكد طيف من الخبراء العسكريين بأن حفتر بإمكانه انهاء الحرب قريبا بشرط وجود دعم لوجيستي يدعم تفوقه على الميدان وان حفتر في طريق مفتوح لحكم ليبيا بصفة مؤقتة في انتظار
اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ، اما السراج وبعد ان منحت له عدة فرص لتحقيق ما جيء به من اجله فلم يعد يمثل طرفا رئيسيا في الحل السلمي الذي تراجع ليفسح المجال للحل العسكري. وهكذا يبدو ان السيناريو المصري سوف يتجدد في ليبيا.
الى ذلك يستعد مجلس الامن الدولي لعقد جلسة مغلقة جديدة حول ليبيا ،ورجحت مصادر دبلوماسية التوفق هذه المرة حول اصدار بيان ينص على توفير ممرات انسانية واجراءات لفائدة النازحين من ميدان الحرب وسوف لن يشير البيان ولو تلميحا لشخص حفتر .